كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيّته
رحمة بنت ناصر بن سعود الشرجية
rahma.alsharji86@gmail.com
تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد 2023-2024، تذكّروا حديث النبي عليه الصلاة والسلام، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.
أطفالنا نعمة من الله عز وجل وهبنا إياهم وهم أمانة لدينا، ونحن محاسَبون عليها لفترة، فهنيئاً لمن يعمل من أجل الطفل بكلّ جدّ واجتهاد وإخلاص، حيث دشّنت وزارة التنمية الاجتماعية واللجنة الوطنية لشؤون الأسرة ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بمسقط الحملة الوطنية الإعلامية بعنوان ” أطفالنا أمانة” خلال الفترة الماضية بالتعاون مع عددٍ من الجهات الحكومية، مِثل وزارة الإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
عملٌ دؤوب متواصل منذ 3 سنوات من شعار “صوتك واصل” حتى تمّ الاتفاق عليه “أطفالنا أمانة” والحمد لله تم تدشين الحملة بنجاح، وكان النجاح ملحوظاً من نتائج التقرير الصادر من الجهة المنفذة بالتعاون مع شركة (TRACCS) خلال الفترة من 18 يونيو 2023 حتى 24 يونيو 2023، حيث كان التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي والتعليقات على منشورات الحملة حوالي 4 ملايين شخص، وقد كانت منصّة تويتر هي الأكثر استخداماً تحت هاشتاج #أطفالنا_أمانة، إضافة إلى تسجيل 1,313 تفاعلاً للهاشتاج، تضمّن اعجاباً بالمنشورات والتعليق عليها وإعادة التغريدة للآخرين.
وحققت الحملة نجاحاً على مختلف الأصعدة، فبناء الاتصال الاجتماعي عن طريق الحملات التوعوية تُعتَبر صورةً عاكسةً ونوراً ساطعاً عن بناء وتطوّر المجتمع، كما أن وسائل الإعلام تتطور وتنمو بنفس النسبة التي يتطور بها النطاق الاقتصادي والاجتماعي، لهذا ما يقرأه طفلك أو يشاهده في الشبكة العنكبوتية هي مسؤولية الجميع وليس فقط للآباء والأمهات أو للمعلمين والمعلمات، أطفالنا أمانة، صوتك واصل وخلّيك متواصل.
فيا أيها القارىء، أطفالنا مسؤولية الجميع، تقع على كواهلنا، تتفاوت المسؤولية باختلاف الرعيّة حول توفير الحماية اللازمة لهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم وتوعيتهم وتبصيرهم بما ينفعهم وبما يضرهم في استخدام الشبكة العنكبوتية، مع تشجيعهم على الاستخدام الأمثل والإيجابي للشبكة بما يلبّي حاجتهم للمعرفة وتنمية وصقل مواهبهم الرقمية.
دمتم برحمةٍ من رب العالمين.