مسقط – النبأ
انطلق اليوم (الاربعاء العمل في مشروع ” مراكز تنمية الطفولة المبكّرة المتكاملة ” والذي تشرف عليه وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، وجامعة السلطان قابوس، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسف” بمسقط.
ورعى حفل انطلاق عمل هذا المشروع معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وحضور عدد مسؤولي الوزارة ومختلف الجهات المعنية بعمل هذا المشروع الذي تقوم فكرته على تقديم خدمات رعائية للأطفال بمعايير ومنهجيات معتمدة دوليًا تراعي الخصوصية الوطنية في الفئة العمرية من ثلاثة أشهر إلى ست سنوات وبرامج والديه في إطار شمولي لجميع القطاعات حول التنشئة الاجتماعية للطفل ومراقبة مراحل نموّه وتطوّره بالإضافة لزيادة الوعي العام بالمعايير الصحية الخاصة بالتغذية السليمة والصحية وأليات الكشف المبكر عن مشاكل الطفولة المبكرة مع تقديم الخدمات التعليمية المبتكرة والجاذبة التي تناسب مراحل النمو في هذه المرحلة .
أولوية وطنية
وقالت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية في كلمتها لراعية الحفل والحضور : أن الاستثمار في الطفولة المبكّرة أصبح ضرورة أخلاقية ورهان الدول في الاعتماد عليـه كـأولويـة وطنية للاستثمار الناجع للعائد الاجتماعي والاقتصادي والسياسات الوقائية وبالتالي تفرضه الضرورة التي تحتاج إلى خطوة الآن لا الغد ، ومشيرة بأن ما تحقّق لسـلطنة عمان في قطاع الطفولة وفق مؤشـرات المقاييس العـالميـة لهو ثروة تحتاج إلى مزيد من الجهد والابتكار والوعي بلغة الدراسـة والبحث والاستفادة من أنجع التجارب ووفق معايير الحوكمة ومعايير الجودة ، وبما تضمن الانصاف والشمولية والتمكين والاستفادة من أقصـى أنظمة الحماية والمشاركة المؤسـسـية ، وذكرت بأن حلقات العمل لهذا المشروع تعد أدوات ناجحة وتنطلق من أرضــية الواقع وفق المقدم من خدمات على مستوى القطاعات الوزارية التعليمية والصحية والخدمات لفئة ذوي الاعاقة ومراجعة للتجارب العربية والدولية للاستشراف لمستقبل الطفولة المبكرة المتكاملة.
قدرات معزّزة
كما أوضحت المديرة العامة للتنمية الأسرية بأن ما تحقق من مخرجات حلقات العمل من خلال الخبرات التخصصية يجسد فكرة مشـروع مراكز متكاملة لتقديم خدمات الطفولة المبكرة في مكان جغرافي واحد على المستوى الرعائي والتعليمي والصحي وخدمات التأهيل والكشف المبكر لفئة ذوي الإعاقة ودعم الذكاءات المتعددة والرصـد المؤسـسـي ، ومحل اهتمام وثقة ومنطلق لما تبنى عليه الدراسـة التفصيلية ونهج يؤسـس فكرة خدمات المراكز المتكاملة ، وموجهه شكرها على الرغبة الحاسمة للعمل على تنفيذ المشروع وفق نهج الأولوية الوطنية ، ومثمّنة الحضور والمشاركة من مختلف الجهات المعنية بأن يكونوا القدرات المعزّزة والمتابعة لجميع مراحل تنفيذ المشـروع ، كما أن الوقوف واستعراض مخرجات الختام لحلقات العمل يجسد الإيمان بالقدرات الوطنية والمشـاركة الدولية في التكامل لفكرة الخدمات المتكاملة وفقًا لنهج اســتراتيجية العمل الاجتماعي ورؤية “عمان 2040” ، ووفقًا للمقياس العالمي لمنجزات الطفولة في سلطنة عمان.
خدمات شاملة
وفي كلمة مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسف” بمسقط أوضح ليبان حسين طاهر القائم بأعمال المكتب بأن هذا العمل سيمهد الطريق لرسم خطة واضحة لتطوير مراكز متكاملة لتنمية الطفولة المبكرة، والتي ستخدم فئات متفاوتة من الأطفال بهدف تقديم الخدمات الشاملة لهم في مرحلة عمرية مبكرة من حياتهم، وتؤكد الأبحاث أن 85٪ من نمو الدماغ يحدث قبل سن الخامسة، وعليه فإن الرعاية الصحيحة المتكاملة للأطفال في السنوات الخمس الأولى من حياتهم هي الأساس لتعزيز تفوقهم ونجاحهم في المراحل اللاحقة من حياتهم ، ومشيرًا إلى أن معظم البيانات الخاصة بتنمية رأس المال البشري أن الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة هو أحد أهم الاستثمارات الإنمائية التي تدر عائداً مرتفعا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما يؤكد أهمية هذا الاستثمار في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والإنتاجية ، لذلك أصبح من الضروري البدء في التخطيط و تنفيذ مراكز متكاملة يتمكن فيها الطفل من الحصول على الأدوات والعناصر التي ستساهم بتنميته بطريقة فعالة تشجع التعلم النشط لتكوين أطفال مفكرين ومبدعين، ومؤكدًا على تأكيد التزام مكتب اليونيسف بسلطنة عُمان أن يكون شريك أساسي في تخطيط وتصميم المشروع وفقًا للتجارب الدولية ذات الصلة والأولويات الوطنية .
