مناقشة مشروع مراكز تنمية الطفولة المبكرة
مسقط – النبأ
انطلق اليوم الاثنين الموافق 10/7/2023م) برنامج الورش التحضيرية لمشروع ” مراكز تنمية الطفولة المبكرّة المتكاملة ” والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة بدائرة شؤون الطفل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، وجامعة السلطان قابوس، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسف” بمسقط، وذلك تحت رعاية السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية.
وتأتي إقامة هذه الورش التحضيرية لهذا المشروع ترجمة لاهتمام سلطنة عمان ببناء الطفل الإنسان، والذي نالت فيه إشادة أممية ، ويمثّل نهجًا يحقّق رؤية ” عمان 2040 ” ، واستراتيجية العمل الاجتماعي ” 2016 – 2025م” لوزارة التنمية الاجتماعية ، والتي تعد من أساسها الاهتمام بقطاع الطفولة، وترجمة لخطة سلطنة عمان الخمسية العاشرة ، وتماشيًا مع النهج الدولي والمواثيق المحلية والعربية تسعى وزارة التنمية الاجتماعية مع القطاعات الشريكة لتحقيق مسارًا تخصصيًا من شأنه أن يؤسس رؤية لخدمات تنمية الطفولة ، والتي يمكّن أن تعالج التحديات التي تواجه هذا القطاع رغم المكاسب المتحققّة.
وانطلق افتتاح البرنامج بكلمة وزارة التنمية الاجتماعية، وأشارت خلالها سعاد بنت سعيد اليزيدية مديرة شؤون الطفل بالوزارة إلى اهتمام سلطنة عمان بالتوجهات العالمية والدراسات والمؤشرات الدولية بقطاع الطفولة المبكّرة كقطاع يؤمّن الاستثمار البشري والعائد الاقتصادي والنمو العقلي بأضعاف ما ينفق في مراحل متأخرة يجعله ضمن اهتماماتها التي تتوافق مع الأجندة العالمية لأهداف التنمية المستدامة؛ حيث وضعت تنمية هذا القطاع كأولوية في السياسات الوطنية المرسومة ، ومؤكدة بأن هذا اللقاء يتماشى مع الإرادة السياسية والمؤسسية وقطاعات سلطنة عمان مجتمعة لإحراز التقدم في قطاع الطفولة ، ومع هذا التوجه كان لوزارة التنمية الاجتماعية السبق بالتعاون مع الجهات الشريكة وفق الخطة الاستراتيجية مع منظمة اليونيسف والقطاعات الاستراتيجية الأساسية ممثلة بوزارتي : التربية والتعليم ، والصحة ، وجامعة السلطان قابوس ، ومستشفى جامعة السلطان قابوس ، وبرنامج الخليج العربي للتنمية ” الأجفند” ، وهي فكرة رائدة إن تحقّق لها القاعدة والبناء والقدرات والخبرات التي ترسم رسالة شاملة لأن تتسع خدمات الطفولة المبكّرة للجميع تحت ما يسمى إقامة ” مراكز الطفولة المبكّرة المتكاملة” في رقعة جغرافية واحدة على مستوى تحقيق الأهداف الرعائية والنمائية والتعليمية والصحية وخدمات التأهيل والكشف المبكّر للأطفال من عمر 3 أشهر ولغاية 6 سنوات.
وفي ورقة عمل لوزارة التربية والتعليم حول ” واقع التعليم المبكّر في سلطنة عمان” تناولت هناء بنت محمد الرئيسية رئيسة قسم الإشراف الفني بدائرة التعليم المبكّر بالوزارة أهمية التعليم المبكّر من حيث أن 85% من النمو العقلي للإنسان تحدث قبل سن 5 سنوات، وقدرة الإنسان على التكيّف تتباطأ مع التقدم في العمر، كما أن العائد من الاستثمار في الرأسمال البشري وفق المراحل العمرية والدراسية والعائد على المجتمع من الاستثمار في التعليم المبكّر ذو الجودة العالية للأطفال في الفئة العمرية من 3 إلى 5 سنوات ، ويحسّن التعليم المبكّر إنتاجية الطلبة والدخل الذي يحقّقونه مستقبلاً، ويعزّز الاقتصاد، ويقلل من ظواهر عدة كالفقر وعدم المساواة ، وعرجت على برامج ومناهج التعليم المبكّر من حيث المهارات: المعرفية والاجتماعية والحركية والانفعالية، إلى جانب استعراض المبادرات المقترحة للنهوض بقطاع التعليم المبكّر في سلطنة عمان.
وفي ورقة عمل” واقع دور الحضانة في سلطنة عمان” لوزارة التنمية الاجتماعية استعرضت فاطمة بنت ناصر الشعيلية القائمة بأعمال رئيسة قسم البرامج بدائرة شؤون الطفل مفهوم دور الحضانة وهي: مؤسسات تربوية اجتماعية مخصصة لرعاية الأطفال وتربيتهم وتعليمهم والعناية بهم، وأهمية هذه الدور من حيث مساهمتها في تنمية الطفولة المبكّرة، وتتيح الفرصة للطفل للنمو في بيئة متفتحة جديدة رحبة تتيح له الفرصة للاكتشاف والتعلّم، وتطوّر استعدادات الأطفال للتعلّم، وتهيئتهم للانتقال إلى مرحلة رياض الأطفال بسهولة ويسر وغيرها ، ومشروع النهوض بأدوار دور الحضانة من خلال إعداد الدراسة التقييمية حول أوضاع دور الحضانة في سلطنة عمان، ودليل المعايير الوطنية لدور الحضانة وتصنيفها في سلطنة عمان، وإعداد أدلة الأنشطة وفقًا للفئات العمرية، إلى جانب اعداد دليل الرعاية الصحية ودليل أولياء الأمور.
واستعرضت هالة بنت موسى الوهيبية مديرة مركز الأمان للتأهيل بالمديرية العامة للأشخاص ذوي الإعاقة في ورقة عمل حول ” واقع خدمات التدخل المبكّر في مراكز التأهيل الحكومية والأهلية والخاصة ” أهمية التدخل المبكّر من حيث أنه نظام متكامل وإجراءات منظمة من الخدمات الوقائية والعلاجية والأهلية والتربوية، والتي تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكّن للأطفال منذ الولادة وحتى سن 8 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة المبكّرة لأسباب متعددة، وتدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم، كما تناول شبيب بن عبدالله البوسعيدي الخبير المساعد للشؤون التأمينية بالهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية ورقة عمل بعنوان ” الطفل في مشروع قانون منظومة الحماية الاجتماعية.
وبعد ذلك تم توزيع المشاركين في الورش التحضيرية لهذا المشروع وفقًا لمحاور: الصحة والإعاقة، والتعليم، والتجارب الدولية والمحلية، ومنظومة الحماية الاجتماعية.