جداد وتبسيل المبسلي بنخل
نخل- خالد بن سالم السيابي
تصوير – مالك بن محمد الصبحي
استلهم الآباء والأجداد الكثير من الأفكار والإبداعات في مختلف المجالات فكيف بالنخلة وهي المصدر الرئيسي للغذاء ومن أهم النباتات التي تنمو في شبه الجزيرة العربية وعمان خاصة ومن هنا جاءت العناية الفائقة بها وفي استغلال كل جزء من أجزاء النخلة .
وفي موسم الصيف موسم حصاد ثمار النخيل الرطب ، والتمور حيث تعد نخلة المَبسلي من أهم الأصناف التي لاقت استحسانا ورواجا كبيرا لدى المزارعين في عمان بسبب عملية تجفيف هذه التمور بشكل ملفت للأنظار ويحافظ عليها لسنوات .
وفي قرية الأبيض بولاية نخل من مطلع شهر يوليو من كل عام يباشر مزارعي القرية في جني حصاد نخلة المبسلي وهي ما زالت بسرا غير ناضجة حيث يتم نجنيها عن طريق قطع العذق كاملا أي ” جدادها ” في موسم يطلق عليه جداد المبسلي .
حيث يعمل كافة أفراد الأسرة الكبار والصغار الرجال والنساء وحتى أهالي القرية جميعا في عملية جداد أي قطع عذوق النخيل ولنوع محدد وهو المبسلي ، بعد ذلك يتم حمله على الحمير بما يسمى ” الثوج ” ونقله إلى موقع التبسيل ” أي طبخ هذه البسور ” وسمي بالتبسيل نسبة لنوع النخل ألا وهو المبسلي .
حيث يتم فصل البسور ” قبل نضجها في مرحلة تغير لون الثمرة من الأخضر للصفر ” بشكل سريع و بطرق مختلفة وبعد ذلك تلقى هذه البسور في مراجل كبيرة مجهزة تحتها النار وهذه النار تأتي عن طريق
حرق سعف النخيل أما الثمرة الناضجة ” الرطب ” فيتم التخلص منها فلا تصلح للطبخ ويتم تجفيفها للحيوانات أو أكل تمورها .
ومرجل طبخ البسر عبارة عن مرجل نحاسي كبير يضع فيه الماء بدرجة الغليان وتسمي العملية هذه التبسيل ، فيترك البسر إلى أن يستوي وينضح بعدها ينقل من المرجل إلى أماكن التجفيف وهي في الفضاء في اشعة الشمس المباشرة إلى أن يصل لمرحلة الاستواء الكامل الجفاف الكلي ويجمع في أوعية خاصة بذلك ويطلق على هذا البسر أي الثمر بعد طبخه بالفاغور .
وأوضح مالك بن محمد بن سليمان الصبحي مصور مهتم بالمجال الزراعي وعملية التبسيل فقال إن عملية طبخ ثمار النخيل ” تبسيل الفاغور ” قديمة منذ مئات السنين استخدمه العمانيون من أجل الحفاظ على جودة الثمار وتخزينها لفترات طويلة جدا تصل لسنوات دون تلف وأيضا ليسهل حملها على ظهور الحيوانات والسفن والإتجار بها إلى الهند والصين وأفريقيا دون أن تتلف التمور وتحافظ على قيمتها وجماليتها وفائدتها حيث لاقت هذه الطريقة أقبالا كبيرا في الخارج لسهولة النقل والحفظ والاستخدام حيث تستخدم هذه الثمار في الكثير من المنتجات اليوم مثل البسكويت والشكولاتة والحلويات المختلفة وحتى بديلا عن النوتيلا وغيرها ولها قيمة غذائية وصحية كبيرة.