ختام الملتقى الأول للأشخاص ذوي الإعاقة “الدمج والتمكين”
مسقط: زمزم بنت ناصر المعمرية
اختتمت مساء اليوم فعاليات وأنشطة الملتقى الأول للأشخاص ذوي الإعاقة “الدمج والتمكين”، والذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية لمدة 3 أيام في مقر مركز عمان للمؤتمرات والمعارض وبشراكة استراتيجية مع الجمعية العمانية للطاقة “أوبال”، ومركز البناء البشري لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
ورعى حفل الختام صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد -نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع- وحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار -وزيرة التنمية الاجتماعية- وعدد من أصحاب المعالي والسعادة، وذلك على المسرح الرئيسي لهذ الملتقى الذي شارك فيه أكثر من 65 جهة حكومية وخاصة محلية ودولية ومؤسسات المجتمع المدني، وأكثر من 20 جهة خاصة لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتضمن الاحتفال تقديم عرض مسرحي متضمن عرض مرئي بعنوان “إلهامي”، وعرض مرئي جسد من خلاله مختلف الفعاليات والأنشطة التي أقيمت خلال أيام الملتقى.
كما شهد الملتقى تقديم البرنامج الوطني للتشغيل في جلسات الملتقى الحوارية، وورقة عمل حول “تطوير برامج التدريب المهني وبيئات العمل”، وتناول من خلالها مناهج برامج التأهيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقة ك “النهج الطبي الوظيفي” والذي يركز على التشخيص الطبي والقيود الوظيفية للفرد ذي الإعاقة. ويركز هذا المنهج على تطوير المهارات والمعرفة اللازمة لأداء الوظيفة، ويتجلى الهدف الرئيسي لهذا النهج في تحسين القدرة الوظيفية للفرد مع التركيز على العلاج الطبي وإعادة التأهيل وتوظيف التكنولوجيا المساعدة، ويعتمد هذا النهج على فرضية أن الإعاقة مشكلة تحتاج إلى علاج أو إصلاح، وأن الفرد ذي الإعاقة يحتاج إلى التكيّف مع متطلبات الوظيفة.
ويأخذ “النهج المتمحور حول الفرد” نظرة شاملة للفرد ذي الإعاقة واحتياجاته، ويضع الفرد في مركز عملية إعادة التأهيل المهني ويؤكد على نقاط قوته وقدراته وأهدافه، ويعد هذا النهج فعالًا كونه يعزّز الثقة بالنفس واحترام الذات لدى الفرد ذي الإعاقة.
وأيضا نهج “النموذج الاجتماعي” الذي يركز على العوامل الاجتماعية والبيئية التي تساهم في الإعاقة، ويشدّد على معالجة الحواجز وأوجه عدم المساواة التي تمنع الأفراد ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة في المجتمع، والهدف منه تمكين الأفراد ذوي الإعاقة ليكونوا عوامل تغيير نشطة في مجتمعاتهم، وهذا النهج فعّال كونه يعزّز التغيير الاجتماعي ويعالج الأسباب الجذرية للإعاقة.
كما استعرضت هذه الورقة الخصائص اللازمة في المبادرات الفعالة والشاملة المصممة لتوظيف الأفراد ذوي الإعاقة كإمكانية الوصول بحيث يتم تصميم المبادرة لتكون في متناول جميع الأفراد ذوي الإعاقة بغض النظر عن نوع إعاقتهم أو مستوى شدتها، والتركيز على الفرد بمعنى أنه يجب أن تكون مصممة وفقًا لاحتياجات الفرد وأهدافه الخاصة، وهذا يشمل إشراك ذوي الإعاقة في عملية التخطيط وصنع القرار ، كما يجب أن تكون المبادرة شاملة وتتناول جميع جوانب عملية التوظيف بما في ذلك التوجيه والتدريب المهني وتوفير فرص التدريب الميداني وتكييف بيئة العمل والرصد والدعم المستمرين وغيرها من الخصائص ، إلى جانب التطرق للإجراءات المطلوبة لضمان حصول الإفراد ذوي الإعاقة على فرص عمل مجدية كزيادة الوعي والتثقيف ، وتطوير سياسات عمل شاملة ، وتوفير التدريب المهني والتطوير الوظيفي، وتوفير الدعم المستمر والتسهيلات اللازمة، وتوفير التمويل المستدام.
وشهد اليوم الثالث للملتقى جلستان حواريتان، ففي الجلسة الأولى حول “الصحة وذوي الإعاقة” التي قدمتها وزارة الصحة، تم التطرق فيها إلى عدد من المحاور محور صحة المرأة والطفل، والخدمات الصحية بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية ونظام الربط الإلكتروني بين وزارة الصحة ووزراه التنمية الاجتماعية، وكذلك محور الصحة النفسية، والصحة الوراثية، وموضوع القوقعة، والأطراف الصناعية، إلى جانب خدمات التأهيل.
أما في الجلسة الحوارية الثانية، والتي جاءت بعنوان “التشغيل المهني وامتيازات توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة” قدمت وزارة العمل ورقة عمل حول “حـرص واهتمام وزارة العمل بتوظيف فئة الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاعين العام والخاص”، وتناولت فيها محوري: إحصائيات توظيف فئة ذوي الإعاقة في القطاع العام، وتوظيفهم في القطاع الخاص للعام 2021م.
وتطرّقت المهندسة عواطف السلمان -رئيسة مجلس الإدارة لمركز البناء البشري التخصصي لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة- مبادرة “كن معنا لأجلهم” إلى تقديم ورقة عمل المركز، وعرَفت بالمركز ومبادرة كن معنا لأجلهم عبر فيديو مرئي قصير، كما تضمنت احصائيات المبادرة في نسختها الأولى، وتحديات المبادرة من خلال رصد الاحتياجات وتحمل المسؤوليات، وطموحات النسخة الثانية وحتى الخامسة في التشغيل والدمج المهني وهي خلق فرص عمل مباشرة، واستحداث مسارات وظيفية جديدة، وتقليل الضغط على بند الضمان المالي الاجتماعي وتعزيز الحماية الاجتماعية.
وتناولت المهندسة عواطف موضوع المتابعة وقياس الأثر في بيئة العمل والمجتمع من خلال الدليل التقييمي من خلال ثلاث عناصر وهي أدوات ومعايير قياس، إلى جانب معدل التغيير في الأداء.
وفي المسرح التخصصي للملتقى استكملت الحلقات التدريبية، حيث قدمت صفية البهلانية -فنانة تشكيلية- حلقة بعنوان “تجارب وقصص نجاح مسيرتي في الفن”.
وتناول شوين بن عبدالله الخميسي -رئيس لجنة التدريب بالجمعية العمانية للتوحد- حلقة حول “واقع مصابي التوحد في مرحلة المراهقة في سلطنة عمان بين التحديات والحلول”.
واستعرض عبدالكريم بن حافظ مشلح -موظف بشركة المرجان للمعدات- حلقة بعنوان ” تجارب وقصص نجاح” بعنوان حلول حركية لأصحاب ذوي الإعاقة، إلى جانب الحلقة التدريبية قدمتها عروب الطوالبة -خبير دولي معتمد في مجال التوحد بالمركز الوطني للتوحد- حول التدخلات العلاجية المستندة على الدليل العلمي لعلاج اضطراب طيف التوحد.
كما تواصلت في الملتقى حلقات العمل التحضيرية المتعلقة بمختبر ” تطوير برامج وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة ” بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 من خلال مناقشة موضوعات المحاور الخاصة بمرتكزاته الثلاثة الرئيسية التي تتمثل في: التشخيص والكشف المبكر، والحياة التأهيلية والتعليمية والتشغيلية، والأسرة والمجتمع والدولة.
الدمج التعليمي لذوي الإعاقة
وقدمت وزارة التربية والتعليم أمس في الجلسة الحوارية “الدمج التعليمي – رؤى وتجارب” بمعية كلًا من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وجامعة السلطان قابوس، وتم التأكيد على ضرورة توفير الخدمات التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة بكافة فئاتهم القابلين للتعلم بدمجهم في المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بكافة مستوياتها، حيث قدم الدكتور خالد بن سيف المقرشي -مشرف تربية بقسم التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم- ورقة عمل بعنوان “الدمج التعليمي في المدارس”. وقدمت هاجر بنت محمد العمرية -أخصائية شؤون الطلبة ذوي الإعاقة بجامعة السلطان قابوس- ورقة عمل بعنوان”تجربة جامعة السلطان قابوس في الدمج التعليمي الجامعي وتمكين العاملين”.
وأيضا قدم موسى بن حمد الهادي -المدير المساعد بدائرة شؤون التعليم والتدريب بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار- ورقة عمل عن”الدمج المهني في الكليات المهنية”، وقدم الدكتور خالد بن مسلم المشيخي -عميد كلية الآداب والعلوم التطبيقية بجامعة ظفار- ورقة تناولت “دمج الطلبة ذوي الإعاقة في مؤسسات التعليم العالي والتحديات والحلول المقترحة”.
وتضمن ركن وزارة التربية والتعليم في معرض “الدمج والتمكين” العديد من المحطات التفاعلية المتنوعة، منها: محطة “القرية العلمية” قدمتها مدرسة الأمل للصم لنشر ثقافة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية عبر تقديم حلقة تفاعلية في لغة الإشارة، وأبجديتها، وبعض المصطلحات العلمية الخاصة بهذه اللغة من خلال المسابقات التفاعلية التي شارك فيها زوار الركن. وكذلك تضمن الركن محطة ” المبادرات العلمية” التي قدمها مشرفو المواد بقسم الإشراف بدائرة التربية الخاصة لاستعراض عدد من المبادرات العلمية في مجال تعلم لغة الإشارة كمبادرة “القاموس الإشاري التخصصي” في مادة اللغة العربية، و” القاموس الإشاري التخصصي” لمادة الرياضيات، وأيضا وجود محطة ” الشركات الطلابية والمشاريع المنتجة” لطلبة مدرسة الأمل للصم كشركة إكسسواراتي، ومطبخ الأمل، ومرسم الأمل، وشموع الأمل، ومحطة “قرية الألوان” وهي عبارة عن حلقة عمل فنية في مجال نحت الخشب والتي قدمها وليد سلّام -معلم الفنون التشكيلية بمدرسة الأمل للصم- إلى جانب تضمن ركن وزارة التربية والتعليم لمحطة “المواهب” لاستعراض المواهب الطلابية كموهبة الرسم.