سبلتنا مدرستنا (6)
كتب – حمد بن محسن العبري
سادسا: آداب الحديث
1. عادة يبدأ الحديث مع القادم الجديد للسبلة بسؤاله عن (العلوم والاخبار) وهي بلا شك مفتاح البدء في الحديث، وهو تقليد عماني متأصل وجزء من الهوية العمانية.
2. أن يكون الصوت متزن، غير منخفض بحيث لا يسمعه البعيد وغير مرتفع لكيلا يزعج القريبين قال تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (سورة لقمان 19
3. أن يكون الحديث لائقا حيث أن اللسان يجب أن يجعل صانع الكلمة الحسنة التي هي عنوان النجاح ووسيلته. وحسن الكلام يجب ان ينظر إليه من ناحيتين الأولى توجيه اللسان في طريق الخير والفضيلة، وجعله واسطة لذلك، والثانية تحسين الكلام بحيث يكون لائقاً لبقاً، وهو ما يمكن أن يدعى باللياقة واللباقة في التحدث، قال الامام علي عليه السلام (من حسُن كلامه، كان النجاح أمامه)
4. احترام المخاطب أو المتكلم وذلك من خلال التعبير له عن مدى السعادة به وبالعلاقة معه، والتحدث معه بطريقة لطيفة، مع التخلص من جميع حركات الاحتقار مهما كانت بسيطة والاستماع بانتباه إليه لمعرفة احتياجاته ورغباته واهتماماته، وإظهار الاحترام للطرف الآخر أمام الآخرين، والاستجابة لطلباته في نفس الوقت بدون تأجيل، وتقديم الاعتذار عند القيام بشيء خاطئ، والتعاطف معه عند قيامه بشيء خاطئ، والتحدث بشكل مباشر معه بدلاً من الشكوى منه للآخرين.
5. ان يستمع إلى من هو أكبر سنا أو علما، حيث قد يجتمعون في مجلس أو يأتي وفد يريد الكلام، فالذي يتكلم هو الأكبر إذا كان عارفاً بأصول الكلام فقيهاً، فمن الأدب أن يبدأ الأكبر، وتوقير الكبير من أصول الأدب ولذلك قال الإمام البخاري -رحمه الله- في كتاب الأدب: باب إكرام الكبير، ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال..
6. لا تتحدث في المجلس في غيبة او نميمة فذلك مما نهي عنه.
7. ان يكون الكلام من مصدر واحد ويستمع إليه الجميع، حيث إذا تكررت مصادر الحديث سوف تحدث ضوضاء وعدم تركيز وقد تختلف موضوعات الحديث نتيجة تعدد مصادرها وبالتالي فقد المجلس أو السبلة قيادة الحديث وموضوعه.
8. التمهّل في الكلام وبيانه حتى يفهم المستمع المراد من الحديث ويعقل مقصوده ومغزاه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم هذا، يحدّث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه. متفق عليه.
9. مخاطبة المستمع على قدر فهمه، وبما يناسب ثقافته ومستواه العلمي، وإلا ساء ظنّه، وحسب الكلام استهزاء به وتنقيصا له.
10. تجنّب الخوض في أحاديث لا يعلمها، أو غير متأكد من صحتها، أو لا يعلم عنها إلا الظنّ فإن الظنّ أكذب الحديث.
11. لزوم قلة الكلام إلا إذا كان جوابا، أو نصيحة، أو أمرا بالمعروف، أو نهيا عن المنكر، أو دعوة الى الله. قال تعالى: لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ النساء: 114