سبلتنا مدرستنا
كتب – حمد بن محسن العبري
أولا: السبلة ودورها المجتمعي
السبلة في المعنى اللغوي: سبَل الشيء أباحه وجعله في سبيل الله (معجم المعاني الجامع)، ومن هنا جاء تسمية العمانيين المكان الذي يتجمع فيه الجميع بالسبلة.
السبلة في المعنى الاصطلاحي: هو المكان الذي يجتمع فيه رؤوس القبيلة أو القرية مع بقية أبنائها لتحقيق التضامن والتكامل الاجتماعي، ويطلق عليه أيضا بالمجلس.
اما دور السبلة / المجلس:
• غرس رُوح التآلُف والتكاتُف والتعاون والقِيَم الأصيلة والعادات العريقة،
• هي الأساس التنظيمي للمجتمع مِنْ جميع جوانِبهِ الإنسانية وقِيَمَهُ الدِّينية، وتَعامُلاته الاجتماعية،
• غرس القيم والأخلاق والموروثات من آداب وفنون وتراث لا مادي في الأبناء والشباب.
• في المجال الاقتصادي كانت ترسم حقوق المساهمين في الفلج وفق نظام دقيق لتقسيم المياه بين الملاك.
• يتم في السبلة رسم سياسة تنظيم الأسواق المحلية وتحديد مقدار الرسوم على بعض البضائع التي تباع في هذه الأسواق وتصنيفها والتصرف بالعائد منها.
• المجالس أو السبل التي تكون بجوار مزارع النخيل أو في القرى يمارس الحرفيون فيها كثيرا من الحرف التقليدية.
• السبلة تعد مدرسة للناشئة من أبناء المجتمع المحيطين بها حيث تقام فيها حلقات التعليم الهجائي والديني والمعرفي للصغار والكبار.
• تعد ملتقى العلماء الى جانب المسجد والمدرسة إن وجدت وحافظة لحكمة وحكماء الأمة وهي موئل للأدباء ومحط رحال الشعراء تجلي مواهبهم وتجل مناقبهم.
• مكانا للتعارف بين الأجيال وتقوية صلة الرحم واكتساب طرائق الاحترام والتقدير للآخر والإصغاء.
• تعلم الأبناء عادة السمت في المجالس وحسن الاستماع مع وضعية الجلوس اللائقة بهم بين آبائهم واكرام الضيف والسهر على خدمته وحسن استقباله وسؤاله عن العلوم والخبر بالطريقة المتعارف عليها في المجتمع.