انطلاق أعمال حلقة العمل الإقليمية لإيلاء الأولوية للأمراض غير المعدية
مسقط – النبأ
انطلقت اليوم (الثلاثاء) أعمال حلقة العمل الإقليمية لإيلاء الأولوية للأمراض غير المعدية لدى الأطفال والمراهقين التي تستضيفها سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة لمدة ثلاثة أيام ، وتنظمها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للأمراض غير المعدية لدى الأطفال والمراهقين، بالتعاون مع المديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة ، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالسلطنة.
رعى افتتاح أعمال الحلقة بفندق انترستي سعادة ماجد بن سعيد البحري وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المالية والإدارية، بحضور سعادة المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين بالوزارة ، ومن منظمة الصحة العالمية.
تضمن برنامج الافتتاح كلمة لسعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي – وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية – أكد فيها على أهمية قضية الأمراض غير المعدية التي توليها الكثير من الدول بالغ الأهمية .
مشيرا إلى أن الحلقة لا تناقش فقط الأمراض غير المعدية لدى الأطفال والمراهقين ، وإنما تمتد لتسلط الضوء على ظاهرة تزايد انتشار هذه الأمراض لدى الشباب ، الامر الذي يدق ناقوس الخطر ، ويدعو إلى مزيد من التعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة لوضع الإستراتيجيات ورفع الوعي حول هذه الأمراض .
معربا عن أمله بأن تخرج الحلقة بتوصيات تساعد الدول على معالجة هذه القضية بما من شأنه الحد من انتشار هذه الأمراض والوقاية منها خاصة لدى الشباب .
من جانبه ألقى سعادة الدكتورأحمد المنظري – المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط – كلمة بالمناسبة قال فيها : نحن بحاجة لإعطاء الأولوية للعمل من أجل معالجة عوامل خطر الأمراض غير المعدية في سن مبكر ، وضمان عدم التخلي عن الأطفال والمراهقين.
كذلك شاركت الدكتورة العافية ساموليس – رئيسة التحالف العالمي للأمراض غير المعدية لدى الأطفال والمراهقين – بكلمة لها أشادت فيها بلقاء القادة الشباب من منطقة الشرق الأوسط ، وناقشت كيفية تعزيز الوقاية من الأمراض غير المعدية وعومل خطورتها ومكافحتها في أوساط الشباب.
الحلقة تستعرض العديد من أوراق العمل تتعلق بعوامل الاختطار والتدخلات السريرية والإدارية وإستراتيجيات المتابعة والتقييم، كما يتخللها العديد من النقاشات مع الخبراء المشاركين في الحلقة.
تهدف حلقة العمل التي تستمر لثلاثة أيام إلى الدعوة لإيلاء الأولوية للأمراض غير المعدية بين الأطفال والمراهقين في إقليم الشرق الأوسط عبر نظام الرعاية الصحية المستمر، حيثُ ستغير نتائج هذه الحلقة نموذج معالجة الأمراض غير المعدية لدى الأطفال ليس فقط في سلطنة عُمان ، وإنما في منطقة الشرق المتوسط بأكملها.
الجدير بالذكر أن الأبحاث تشير إلى أن أهم عوامل خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية تعود أصولها إلى مرحلة الطفولة، وتشمل هذه العوامل الخمول البدني، النظام الغذائي غير الصحي، التعرض للكحول والتبغ، مشاكل الصحة النفسية، والبيئات غير الصحية وغير الآمنة، الأمر الذي يؤكد تأكيدًا كبيرًا على أهمية الاستثمار في إستراتيجيات الوقاية لدى الجيل القادم وضمان إدراج جميع الأعمار في جميع أجندة الأمراض غير المعدية.
وفي عُمان، تؤدي الأمراض الرئيسة الأربعة غير المعدية إلى وفاة أكثر من 4800 عُماني سنويًا وما يقارب وفاة واحد من كل خمسة بالغين قبل بلوغ الـ70 عامًا بسبب هذه الأمراض، علمًا أنه تسود حالة مماثلة في المنطقة، حيثُ يصل عبء الأمراض غير المعدية إلى جميع الدول الأعضاء. ومع استمرار المعاناة من حصيلة الأمراض غير المعدية بين البالغين، ندرك بأن الإستراتيجيات القائمة على البالغين لن تحقق التغيير المنشود.
ويُعد معدل وفيات الأطفال والبالغين في منطقة الشرق الأوسط ثاني أكبر معدل في مناطق منظمة الصحة العالمية، لذا فإن هذه الإحصاءات، إلى جانب حقيقة أن الفئة العمرية 10 – 19 سنة تشكل خُمس سكان منطقة الشرق الأوسط، تدعو إلى إعطاء الأولوية للتدخلات الصحية للأطفال والمراهقين في المنطقة.
والتزمت سلطنة عُمان بمكافحة أعباء الأمراض غير المعدية من خلال تعزيز مشاركة القطاعات المتعددة، ومنذ الاجتماع الأول رفيع المستوى بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها الذي انعقد في 2011، شكلت سلطنة عُمان في 2012 لجنة متعددة القطاعات معنية بالوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها ، وقد أصدرت منذ ذلك الحين خطة عمل وسياسة وطنية متعددة القطاعات حول هذا الشأن.