عرض مسرحي لمدرسة راشد بن عميرة للبنين بعنوان (طبيب من عمان)
مسقط – خالد بن خليفة الشعيلي
ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته ال 27 وضيافة الشرف لمحافظة جنوب الباطنة قدمت مدرسة راشد بن عميرة مسرحية الطبيب العماني راشد بن عميرة الرستاق.
المسرحية تبرز أحد الشخصيات العمانية البارزة في مجال الطب والصيدلة، له إسهامات حضارية كبيرة في عمان عبر تاريخها، ذاع صيته في زمانه وتميز بالنبوغ والعمل بهمة عالية فكان طبيبا ماهرًا ومشهورًا استطاع أن يعالج الكثير من الأمراض المستعصية، وله العديد من المؤلفات المهمة في مجال الطب ما زالت ذات فائدة إلى يومنا هذا.
ولد الطبيب ابن عميرة في القرن السادس عشر الميلادي بقرية “عيني” بولاية الرستاق حيث توجد آثار منزله إلى يومنا هذا بالقرب من عين الكسفة وعاش فيها لأكثر من ٨٠ سنة، نشأ وسط عائلة علمية اهتمت بالطب، فوالده عميرة بن ثاني طبيب وجده ثاني بن خلف طبيب وكثير من عائلته أطباء وعلماء حازوا على مكانة مرموقة في زمانهم يقول الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم إن المتتبع للسيرة العلمية للطبيب راشد بن عميرة لا يسعه إلا أن ينظر باحترام للتاريخ الحافل لهذا الطبيب الذي جمع بين الطب والصيدلة والشعر والادب إذ كان طبيبا معروفا وأصبح وجهة للقاصي والداني ونقل العلوم الطبية عبر تعليمه وتأليفه فيها وتمكن من الحصول على العديد من الخلطات الطبية الفريدة من الأعشاب الطبيعية النادرة.
وان من أهم مؤلفات الطبيب العماني راشد بن عميرة كتاب “منهاج المتعلمين ” وهو عبارة عن جواب لابنه عميرة ذكر فيه الكثير من الأمراض وعلاجها مثل أمراض القلب والمعدة والنخاع والرئة والرحم والمثانة وغيرها من أعضاء جسم الإنسان، وكتاب ” مقاصد الدليل وبرهان “السبيل” وهو أنفس ما تركه وأيضا كتاب زاد المسافر ” وهو كتاب مهم في مجال الطب.
كان الطبيب ابن عميرة يعطي العناية الفائقة للمرضى فوصفه أهل بلدته بقولهم “إن بعض المرضى يقيم معه بعضا من الوقت ليعالجه بنفسه بعناية شخصية لمعرفة المقاييس ومقدار الدواء” وقد شهد له بالأمانة العلمية ويتمثل ذلك باعترافه بحقوق الآخرين وجهودهم العلمية واعطاء الفضل لأهلة، ويبرز هذا الثناء في نقله المعارف في مؤلفاته فنقل عن الكثير من أعلام الطب ويصرح بهم ك “جالينوس” وأبقراط” وبعض الأحيان يكتفي بقوله علماء الطب.
ولم يكتف الطبيب راشد بن عميرة بتحصيل العلم من بلده عُمان فرحل إلى البحرين وبغداد والقطيف والتقى بعدد من الأطباء واستفاد من لقائهم والاحتكاك بهم، مما جعله يأخذ منهم معرفة الكثير من الأمراض المستعصية وطرق علاجها له وما يصرف لها من أدوية.