2024
Adsense
أخبار محليةقصص وروايات

حلم وغندقير

سارة اللمكية

اسمها حُلم وكل اسم يعطي لحامله قدرا من معانيه حُلم.

-فتاة جمعت أحلام العالم كلها في مخيلتها-
حين كانت بعمر ستة أعوام حلمت باقتناء عشرين لعبة، وحين كبرت عاما آخر ، تمنت لو الحيوانات تَنطِق فتكلّمها، وكلما كَبرت عامًا كبرت الأحلام أعوَامًا، ومن بين تِلك الرّؤى علّقت حُلم أمنيةً في شجرة أحلامها، كان أشدُّ ما ترغب فيه هو أن تَصل إلى مدينة يوتوبيا حيث كل شيء مِثالي، وكما تتخيله، يوتوبيا المدينة الفاضلة، تَرسي فيها الأحلام وحتى الخيال فيها يَكون حقيقية، حُلم ودعت كل من تعرف، وركبت في أحلامها وسافرت بين العوالم لتصل أخيرا إلى يوتوبيا، ووصلت حيث تتمنى، كان لبوابة المدينة بابٌ ذهبيٌ عظيم ويشع بالألوان الفضّية، وطرقت حُلم الباب وفُتح لها ثم دخلت وهي كلها آمال، (الآمال المجرمة)، ومشت حلم كثيرا داخل المكان، رأت كل ما مر على خيالها، إلى أنْ وصلت بيتا في آخر المدينة، بيتًا مبنيًا من عواطف طفل بريء، دخلت حلم البيت، ورأت فتى يجلس في حديقة البيت يهذب الشجر ويسقيه، لم يكن هناك أي كلمةٍ تقال، فقط نظرت حلم لذاك الفتى ومرت من جانبه وأخذت تستكشف المكان، حلم علمت أن ذاك الفتى خطف كل أحلامها وصار هو سَيد كل الطموح، يا لحلم البلهاء الخرقاء! كان اسمه غَندقير، كتبت حلم أغنية بالحرف الأول من اسمه في كل أسوار المدينة، وتغنت باسم غندقير صباحا و مساءً، وارتدت عقدا يحمل الغين والحاء، وكأنما صار غندقير عينيها، هو كل ما ترى. غندقير مثل الظل، يكون مثلك تماما إلى حين انطفاء النور، و بعد ذلك يختفي مع الظلام -ربما غندقير مجرد غدر أصاب يوتوبيا بالموت، عموما لنكمل القصة، اعترف غندقير بحبه لحلم، هذا ما تخيلته حلم، و فاضت القلوب من فيض الشعور، و في إحدى الليالي حدث ما لم يكن بالحسبان، رأت حلم غندقير يغادر راحلا، “لماذا يا غندقير؟ ألم تزل على وعدك؟ قال غندقير بنبرة تخبئ الأسرار “ليس مكاني هنا، وعن أي وعد تتكلمين؟” وذهب بلا أثر واختفى بصمت، حلم لم تكن حزينة قط، بل أخذت ذاك الاسم وصنعت منه رواية، تحكيها للسناجب وللطيور حتى يذهب كل منهما إلى مسكنه، غندقير كان طيفا من وحي الخيال، وحلم هي بحر من الرؤى.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights