اقتنع ثم اقترع
علي بن مبارك اليعربي
كثيرا ما نتحدث عن أدوارنا في الحياة وكيف يمكن أن يقوم كل منا بهذا الدور بكفاءة واقتدار. وحتى يتسنى لنا ذلك علينا أن نقتنع أولا بما نقوم به، حيث إن الاقتناع بأداء المهمة الموكلة لنا هو أساس نجاحها فالممثل – على سبيل المثال- يجيد أداء الدور وتقمص الشخصية إذا اقتنع بكل الأفكار التي تدور حول تلك الشخصية وإذا اقتنع فسوف ينجح في معايشة الدور وأداء المهمة الموكلة إليه بكل طاقته .
وكلنا يعلم أن الله – عز وجل -خلق الإنسان وجعل له دورا في هذه الدنيا لإعمارها ونشر العدالة فيها وأعطى كل منا قدرات يختلف فيها كل منا عن الآخر وتلك حكمة ربانية لا يعلمها إلا الله. وهذه الأدوار الموكلة إلينا يكمل بها بعضنا عمل بعض ؛ رغم ما يحدث من أخطاء تبعدنا أحيانا عما نسعى إليه وتولد لنا أفكارا جديدة أحيانًا أخرى ولهذه الأدوار مسميات حسب مقتضى الحال منها:-
1- الأدوار الاجتماعية.
2- الأدوار الثقافية.
3- الأدوار المهنية.
4- أدوار الجنسين.
5- أدوار العمر.
وفي إطلالة سريعة تعالوا معا نفكر وبصوت عالٍ، كيف يمكننا تجسيد تلك الأدوار مجتمعة وبصورتها الحقيقية بحيث تكون نتائجها إيجابية للفرد والمجتمع؟ خاصة ونحن نخوض يوم 25ديسمبر من عام 2022م غمار – المعركة الانتخابية – للمجالس البلدية إن جاز التعبير – وتسميتها بذلك، رغم عدم وجود خاسر فيها مهما كانت نتائجها؛ لأن كل المترشحين يسعون لهدف واحد وهو خدمة أفراد المجتمع أو يفترض أن يكون هذا هو الهدف؛ وإيصال أفكارهم وتطلعاتهم إلى منابر تلكم المجالس من خلال طرحها على الجهات المختصة.
لذا نسلط الضوء هنا عن الأدوار الاجتماعية ، الرسمية منها والشخصية ، والديموغرافية أيضًا ومنها تنطلق شخصية الأفراد والجماعات وتنكشف ثقافتهم؛ وذلك من خلال سلوكهم في تمثيل ولعب الدور الملقى على عاتقهم ووعيهم بأهمية المشاركة في انتخابات المجالس البلدية والشورى ومن الأهمية بمكان مشاركة كل أطياف المجتمع ممن يحق لهم التصويت؛ لأن ذلك من الأمور التي يجب على كل منا أداء دوره فيها بأكمل وجه وعدم التردد في اختيار الأصلح ليمثلنا في تلك المنابر والبعد كل البعد عن المجاملات والمحسوبية؛ لأن ذلك من شأنه أن يسهم في إضعاف الشخصية وزعزعة ثقة الفرد بنفسه وبكل تأكيد ستقلل من مكانته الاجتماعية وتفقده الأمانة والمصداقية. لذلك علينا جميعا المشاركة بفاعلية تامة في هذه التظاهرة الاجتماعية فهو حق مكتسب لكل أطياف المجتمع وبالأخص من يحق له الترشح أو التصويت وأي من أولئك لن يعفو بأي حال من الأحوال عن أي خطأ أو تقصير قد يقع فيه العضو المنتخب وحتى أولئك الذين ربما ليست لديهم قناعة كاملة في الأدوار التي تقوم بها مثل هذه المجالس أو غير المسجلين في السجلات الانتخابية فهم ساهموا وبشكل كبير في إضعاف هذا الدور وتجميد رؤى وخطط حكومية تطمح من خلالها الوصول بهذه المجالس إلى المشاركة الفاعلة بوضع القوانين والتشريعات وإعداد الخطط والبرامج الإنمائية والمساهمة في التنمية الشاملة. حيث إن هذه الفئة أكثرها من المتعلمين والمؤثرين في المجتمع ولو شاركت فعلًا لصنعت الفارق في اختيار الأصلح و الأجدر و لعزز ذلك رغبة الحكومة في تمكين أعضاء هذه المجالس للقيام بالمهام الحقيقية والتي من أجلها وجدت تلك المجالس. ولذا فإذا ناقشنا أمرها بيننا وفكرنا بصوت عالٍ سوف تتولد لدينا قناعة تامة بأهميته.
وأما الفئة التي تتفاعل مع الحدث ولديها سجل انتخابي، أقول لهم ومن خلال هذا المنبر عليكم مسئولية جسيمة تجاه هذا الوطن وشعبه المعطاء وأمانة عظيمة تحملونها على عاتقكم وهي إعطاء أصواتكم لأقرب ذي بصيرة وليس ذا البصر ولذي العقل لا ما يميل له القلب أي لا تجرك العواطف والمشاعر تجاه أقاربك وأصدقائك فأولئك جميعا أقرب لقلبك لا لمجالس الشورى والبلدية. إن لم يكن لديهم الصفات الواجب توافرها في مترشح يكون عنوان شخصيتك ودليل وعيك وعمق بصيرتك في حسن الاختيار. ولا تقف في طابور صلة القرابة والمعرفة والمحسوبية والمجاملة وسماسرة الأصوات وحصن صوتك بالأمانة الانتخابية وقف مع من يتصف بالصدق و النزاهة وحسن الخلق. والقادر على تحمل المسؤولية ولديه الحماس والمثابرة وروح المبادرة والتميز بحسن الحوار والقدرة على الإقناع و إدارة الازمات واتخاذ القرار وصياغة الأفكار. فكل تلك الصفات إن وجدت في مرشحك، فأنت بكل تأكيد ذو شخصية مؤثرة ومتمكنة قادرة على صياغة الأحداث من حولها.
لذا عليك عزيزي الناخب الاتصال والتواصل الجيد مع المرشح وسماع برنامجه الانتخابي والتعرف عليه لاكتشاف الكثير من ملامح شخصيته ومواهبه وقدراته.. وبذلك يكون فعلًا صوتك أمانة. أسأل الله العلي القدير أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.