فإنّي قريب
علياء بنت خميس الحنشي
قريبٌ هو منك، ناداكَ بفاء القُرب، فلا شيء يحول بينكَ وبينه؛ فهرول إليه ولا تتوانَ، واجعله أول من تلجأ إليه، ولا تفكر في اللجوء لبشرٍ قبل اللجوء إليه؛ فما البشر إلا مُلكٌ بين يديه لا حيلة لهم، ولا وزن لتدابيرهم بدون أمرٍ منه.
ناداكَ قائلاً وقوله الحقّ:
(فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)البقرة : ١٨٦.
فلا تغفل عن ندائه، واجعلهُ نصبَ عينيك، فإن ضاقت بك الدنيا، وثقل قلبك بالهموم؛ فسارع إليه متذللاً؛ يُزيل عنك ما أثقل قلبك وأهمّه، ولا تكن عجولاً، فتقول دعوت، ولم يُجب؛ فإن الاستعجال يمنع إجابة الدعوات، فكُن لحوحاً، ولا تترك اللجوء إليه إن ضاقت بك الدنيا، أو سرّتك أزمان، فكُن في السّرّاء شاكراً يزدك من أفضاله، وكُن في الضرّاء صابراً راجياً فرَجاً قريباً من القريب، فما يُدريك لعلّك أنتَ تريد شيئاً والله يريد لك الأفضل.