كتاب الفن الصخري في عُمان ( الكتابات و الرسومات الإيحائية ) لمؤلفه حارث الخروصي

العوابي- محمد بن هلال الخروصي

من تأليف حارث بن سيف بن حارث الخروصي و هو باحث في المكنون الثقافي في سلطنة عُمان الكتاب يتطرق الى موضوع قلما تطرق اليه الباحثون و هو الفنون الصخرية حيث تعد سلطنة عمان من الأماكن الغنية في العالم بالفنون الصخرية التي تعد سجلاً إنسانيا موجود بين جنبات الطبيعة حيث نقش الإنسان الأول في جبال عُمان مشاهداته و ذكرياته و طقوسه بالنقر و الحز على الصخور في ما يشبه تدوينات و وسائل الاتصال الحديثة من حيث الفكرة لكنها بقت ألاف السنين و مع تطور الانسان تطورت أساليب التدوين فكان ابتكار اللغة حيث قدر الانسان ان يجعل لكل صوت رسماً خاصا ( حرف ) فكانت ثورة معرفية في مسير الإنسانية و دون الإنسان في عُمان بلغاتها القديمة احاسيسه و ذكرياته و الأحداث التي شاهدها و اعتقد أنها تستحق ان يخلدها الزمن تنتشر في جبال عمان لغة خاصة بعمان تقع من ضمن الأبجديات العربية القديمة و أيضا طويت تلك الابجدية بغبار الزمن و من ثم دخلت الأبجدية العربية الحالية كوسيلة تدوين مع ظهور الدين الحنيف ليبدع انسان عمان في تدوناته بين الأدب و الاقتصاد و السياسة و التقرب الى الله و تخليد احزانه و افراحه و كل ما اعتقد ان يستحق أن يدون على الصخور . و يعرض الكتاب لأهمية الفنون الصخرية كونها سجل انساني هام جدا يساعد في قراءة الماضي فعلى سبيل المثال رسم الانسان العماني القديم مشاهداته من حيوانات مثل الأسود و النمور و الفيلة و بعض تلك الحيوانات لم تعد موجودة في عُمان و ذلك يدعوا للدراسة هل حصل تغير مناخي أدى الى انقراضها أو أن أسباب أخرى أدت الى ذلك الإنقراض ويعرض الكاتب بعد أهمية الفن الصخري إلى أهمية توثيقه و وجود منشورات علمية تتعلق بتوثيقه و دراسة تكون متاحة للباحثين و المهتمين . وعرج الكاتب الى أنواع الفنون الصخرية مثل الرسومات الإيحائية و الابجديات القديمة و الكتابات العربية و مواضيعها المختلفة مواضعها مثل النقوش الجبلية و شواهد القبور و الكتابات الجصية و طرق النقش المختلفة .في الخاتمة يشير الكاتب الى كيفية توثيق تلك الرسومات من خلال تحديد عناصر هامة مثل المكان و الاحداثيات و ترقيمها و عمل قاعدة بيانات يمكن الرجوع اليها .

و كذلك يعرض الكاتب الى الاستثمار الثقافي و ضرورة استثمار هذا المكنون الثقافي كجزء من القوة الناعمة و وسيلة للترويج الثقافي و السياحي لسلطنة عُمان و وضعها على خارطة سياحة الفنون الصخرية في العالم كأحد الأماكن الهامة و الغنية بهذا النوع من الفنون و التدوينات الإنسانية .