وظيفة قيادية في الفكر الإداري
بقلم : يوسف بن عبيد الكيومي.
مدرب القيادة الإدارية والقيادة التربوية.
تعد وظيفة التنظيم إحدى وظائف القيادة في الفكر الإداري؛ لهذا فإن مفهوم التنظيم يقود إلى عملية إدارية يتم من خلالها عمل ترابط بين عددٍ كبير من الوظائف؛ وذلك لتنسيق العلاقة فيما بينها في مجالات العمل؛ حتى يستطيع القائد الإداري الوصول هو وفريق عمله إلى الأهداف المشتركة من ذلك التنظيم.
ويتضح جلياً دور التنظيم كعملية إدارية في وضع النقاط على الحروف للهيكل التنظيمي لكل منظمة، والذي يظهر من خلال توزيع الأدوار والمسؤوليات بين أفراد التنظيم، كما يساعد على وضوح ترابط العلاقات ونسقها بأنواعها الأفقية والرأسية بين أعضاء الفريق.
وتسهم أهمية التنظيم كوظيفة في انتظام العمل والوقوف على مواطن القوة والضعف من خلال تحديد النشاطات والمراحل والمرؤوسين الذين سيقومون به، وكذلك تحديد موقع العمل المطلوب سواء أكان داخل المنظمة أم خارجها في فترات جزئية من وقت أداء العمل.
وإذا ما وجد التنظيم لدى قيادات إدارية ناجعة في منظماتها سيتضح دورهم في الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة من أجل مساعدتهم في الوصول لأعلى طاقة إنتاجية كجانب عملي، يهدف إلى استثمار الموارد البشرية وطاقتها الكبيرة لضمان تشغيل الموارد المادية بحسب الاحتياج والضرورة، الأمر الذي سيعمل على تحقيق الثقة المتبادلة والتعاون بين المرؤوسين سواء كانوا أفرادا أو جماعات؛ مما سيمنح فرصا لظهور الود فيما بينهم بعيداً عن التنافر غير المرغوب بينهم.
وللتنظيم الإداري أنواع، منها الرسمي، فيضمن وجود السلطة والمسؤولية، وهذا يخضع للأنظمة واللوائح والقوانين المعتمدة بشكل رسمي من الجهات المسؤولة بالدولة التي تحتضن تلك المنظمات، وكذلك غير الرسمي وهذا بعيد كل البعد عما يسمى بالقوانين والأنظمة بحيث إنه لا يخضع لشيءٍ من هذا القبيل.
كما يوجد التنظيم الإداري على هيئة أشكال ونماذج لهياكل تنظيمية يعتمد على حسب حجم المنظمة وتفرعاتها الداخلية، فمثلاً المنظمات التي تقدم أعمالا صغيرة يكون بها الهيكل التنظيمي بسيطا، بينما المنظمات التي تضم أقساما داخلية كبيرة كالموارد البشرية، ولها اهتمامات في البحث العلمي والتطوير فتأخذ شكل الهيكل الوظيفي، كما تعتمد الشركات والمنظمات الخاصة شبه المستقلة بقوة وكثرة وتنوع الارتباطات الخارجية مع منظمات ذات هياكل الوحدات المستقلة.
فعلى مكانة الهيكل التنظيمي تأتي القوة التنظيمية بكل منظمة لكل قائد إداري على حده؛ بحيث لا بد من يختار القائد مصدر القوة التنظيمية المناسبة الذي سيقود إلى إنجاح المنظمة بعد اختيار هيكلها التنظيمي المناسب، لتتمكن المنظمة من تعزيز قوتها من خلال مساهمة المرؤوسين في إنجاز العمل بمهارة وخبرة عالية لتحقيق التميز في خدماتها المختلفة.