سجدة شكر
مبروكه بنت عبدالله
﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64]
لحظات من القلق والخوف عاشها علي وسالم أبناء نيابة الأشخرة العمانية بولاية جعلان بني بو علي، الذين رافقوا البحر منذ سنوات عمرهم الأولى، حاملين زادهم في رحلتهم لطلب الرزق.
قابلتْها مشاهد أخرى من البحث، والتكاتف، وأشرعة من الأدعية، ظلّلت مركبهم الصغير، ورفعتها أمّا علي وسالم، وقلوب الأهل، وأفئدة الرفاق، وعيون ساهرة لم تفارق زرقة البحر صباح مساء.
رغم شدة المعاناة بين تلك اللحظات، ومشاهد الترقب والأمل، يأتي المشهد الختامي ليرسم لوحة الفرح بألوان من الدموع، وزغاريد العرس لعلي وسالم، تعلوها طلقات الرصاص، وسجدة شكر لله الحفيظ في مشهد العودة، ولقاء الأحضان، حملتهما سفينة الأمل.
هكذا علمنا البحر.. وهكذا عرفنا الأهل.. وهكذا عشنا معاني الإنسانية في صورة تشبه الأم وهي تطعم اللقمة لوليدها، أبطالها ناس غرباء الوجه واللسان، ولكن اليد عرفت معنى الجوع، وأدركت شدة العطش في عرض البحر.
سؤالي: ماذا تعلمنا من قصة مفقودي الأشخرة؟
وكيف نرسم تلك اللحظات والمشاهد التي تبقى في ذاكرة الجميع صغارا وكبارا عن البحر والإنسان في عمان الخير وباكستان العطاء؟
عندما نعبر المعابر علينا أن نعتبر من المواقف، وأن نعرف ضعفنا، وأن نعي قدرتنا في مواجهة المتاعب، ومجابهة المصاعب، وأن نعرف طاقاتنا كبشر، يمضي فينا حكم الله، ويعدل فينا قضاؤه.