مقتطفات من قصص الباحثين عن عمل
الكاتبة والباحثة / سالمة بنت هلال الراسبية محافظة جنوب الشرقية
لايزال موضوع الباحثين عن عمل، يطفو فوق سطح الآمال والطموحات، الوقت يمضي والعمر تتعجل أيامه لتجثم سنوات ثقيلة على صدور هؤلاء الباحثين عن عمل.
على هامش لقائنا مع سعادة الدكتور محافظ جنوب الشرقية، والذي فتح آفاقا من الحوار الشبابي وتبادل الرؤى وتقاسم الهموم.
لا أبالغ إن قلت اني شاهدت دموع الباحثات عن عمل، وهن يتحدثن مع المسؤولين بوزارة العمل والحاضرين باللقاء،
دموع وتنهد من سنوات وأموال صرفت على الدراسة، التقيت بإحدى الأخوات وسألتها عن وضعها، حدثتني إحداهن فقالت تخرجت في العام 2007م من الدبلوم العام بنسبة 84% ، لأتفاجأ بأن جميع أبواب المؤسسات الحكومية أغلقت دون قبولي بها بمنحة دراسية، اضطررت للدراسة على حساب اهلي لأتخرج حاملة شهادة الدبلوم العالي في الأدب الإنجليزي بتقدير مرتفع، أدرجت بياناتي في سجل الباحثين عن عمل، لأنتظر سنوات دون أي فائدة تذكر ولأني طموحة استكملت دراستي في 2019م بتخصص بكالوريوس في الفنون الجميلة على حساب زوجي الذي دفع (الأول والتالي) حتى أتخرج،
وبدموع القهر والألم أنهت حديثها بقولها وها أنا إلى يومك هذا بدون أي عمل، وأنظر الى كل من حولي لأجد خريجات عمانيات من دول عربية يتم تعيينهن، وأنا التي لم أترك بابا إلا وطرقته من أجل الوظيفة، ولأعود مطأطئة الرأس أحتضن ملفي المليء بشهادات الخبرة، فإلى متى ونحن ننظر إلى سنوات عمرنا تذهب بلا رجعة، سألتها وأنت الآن كيف تنفقين على نفسك، وكيف تشاركين زوجك التزامات الحياة؟ بما أن زوجك شاركك الهموم ودفع كل ما يملك لتستكملي دراستك،
كان جوابها : لم أقف مكتوفة الأيدي بل صنعت من هوايتي في صناعة الحلويات دخلا يغطي شيئا ولو بسيطا من التزاماتي المالية، لأضع بصمة قوية في السوق المحلي وذلك بمشروع منزلي حتى اصبح منتجي يصل كل بيت، بل ومن خارج ولايتي إلى أقصى عمان، شعرت بالفخر بهذه الفتاة العمانية الطموحة التي صنعت من التحديات سلما لآفاق جديدة، وأنا في تلك اللحظة الشامخة قاطعتني بقولها:
ولكن العمل المنزلي لن يكون بذات المعنى الحقيقي للاستقرار والأمن الوظيفي، دون وظيفة تأمن لي مستقبلي ومستقبل أبنائي وتعوضني عن جميع ما صرفت لدراستي، والتي بلغت أكثر من 24 ألف ريال عماني، صدقتها القول يقينا ثم
التفت إلى زميلتها الأخرى وهي جالسة تكتب بياناتها إلى مسؤول القوى العاملة لتترجاه أن يتابع موضوعها في الجهة الحكومية لأنها لا تعرف ماهي أسباب عدم تعيينها،
سردت لي قصتها فقالت: تخرجت من جامعة نزوى سنة 2010م بتخصص علوم حاسوب، وسنة 2014م حصلت على الدبلوم المهني في التدريس بتخصص تكنولوجيا المعلومات(الحاسوب)، اختبرت مرتين فقط ولم يحالفني الحظ وبعدها لم تدرج أية اختبارات لتخصص الحاسوب إلا للذكور، سالتها: ماهي مطالبك؟ قالت: وظيفة فأنا أحق بالتعيين من خريجات الجامعات الخارجية فأنا درست في أعلى صرح جامعي بعد جامعة السلطان قابوس وهي جامعة نزوى العريقة علما بأن تكاليف دراستي وصلت إلى 23 ألف وهذا مبلغ كبير في ظل الحياة المعيشية القاهرة التي نعيشها،
كما أطالب وزارة التربية والتعليم بالتركيز على خريجات الجامعات بالسلطنة وتعيينهن حتى لو في تخصص آخر، المهم يكون قريب من تخصصنا الحالي لأننا خبرة وكفاءة وتميز شاركتها الرأي زميلتها الأولى، في نهاية الحديث ودعتهما
ثم نظرت نظرة وداع إلى قاعة الاجتماع والتي كانت بداية ولادة مرحلة جديدة للحوار الشبابي، الذي شاركت فيه بورقة عمل حول مبادرتي (مصنع للزيوت الطبيعية والأعشاب )والتي بالفعل أتمنى أن تجد من يتبناها من الحكومة، فهي ستصنع فرص عمل تبدأ من الشباب أنفسهم فولاية الكامل والوافي تحظى بمقومات الجمال الريفي حيث التربة الخصبة والمياه العذبة الوفيرة، التي من خلالها يمكن تصدير منتج متعدد الاستخدامات وتكون كشركة أهلية تصنع فرصا للشباب العماني يبدأ إنتاجه ليدخل في السوق المحلي ثم ينطلق على السوق العالمي، انطلقت إلى مركبتي الواقفة خارج قاعة الريم وفي ذهني مناشدة لمعالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم، والتي أتمنى أن تنظر إلى فئة الباحثات عن عمل وطرح وظائف تستهدف هذه الفئة المنسية من العالم، وكذلك أرجو من معالي وزير القوى العاملة نفس المناشدة.
تقبلوا وافر شكري متمنية لكم أياما سعيدة.