تدشين المبادرة الوطنية عمان تفتخر بمحافظة مسقط وبمبادرة من صالون المواطنة الثقافي
النبأ : مسقط
عبدالله الرحبي
دشن صباح أمس بديوان عام محافظة مسقط المبادرة الوطنية (عمان تفتخر ) بمبادة من قبل صالون المواطنة الثقافي تحت اشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبمباركة من معالي السيد وزير الدولة ومحافظ مسقط وقد أقيم حفل التدشين بحضور سعادة نائب محافظ مسقط محمد بن سليمان الكندي،وجمع من أصحاب السمو والسعادة والمستشارين والمعنيين بمجال المواطنة وعدد من الشباب من مختلف ولايات محافظة مسقط. ويهدف الصالون إلى تحقيق جملة من الأهداف تعكس اهتمام جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- بضرورة ترسيخ القيم العمانية وتعزيز الهوية الوطنية باعتبارها من أهم معززات الانتماء والولاء الوطني. وتنبثق أهداف الصالون من رؤية عمان 2040، والرامية لتجذير الشعور بالانتماء الوطني وتنشئة المجتمع على حب الوطن وروح الاعتزاز بالانتماء إليه، ومعرفة دور التاريخ الوطني في تخليد أمجاد عمان وتراثها الثقافي.
وقال سعادة نائب محافظ مسقط: إن صالون المواطنة الثقافي يُعدّ من ضمن المبادرات الوطنية المهمة الساعية لترسيخ وتعزيز القيم العمانية الأصيلة بما يتوافق وروح العصر، انطلاقا مما تملكه سلطنة عمان وعبر تاريخها الطويل والمتجذر في عمق التاريخ من إرث حضاري مهم، ومن الضرورة أن يلقى هذا الإرث العناية والاهتمام، ويُعزّز لدى الأجيال حتى لا يصبح عرضة للاندثار مع مرور الزمن.
وأضاف سعادته لا شك أن محافظة مسقط تسعى بدورها نحو تعزيز الثقافة الوطنية لدى الشباب، وذلك من خلال التركيز على تعزيز الهوية العمانية والتقاليد والعادات الاجتماعية الإيجابية، والتكافل الاجتماعي، وغرس قيم المواطنة، والسعي لنشر السلام والتسامح، والاهتمام بالفنون، والمحافظة على الثقافة والتراث الثقافي وإبرازه سياحيًا واستثماره اقتصاديًا وذلك بإظهار المعالم التراثية والسياحية التي تتميز بها المحافظة، كما يأتي اهتمام المحافظة بغرس قيم المواطنة امتثالا للتوجيهات السامية والتي تؤكد على أهمية دور مؤسسات المجتمع المختلفة بالمشاركة في توجيه الشباب، والمحافظة على الأفراد من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على ترسيخ القيم والمبادئ، كذلك فإن هذه المبادرة تأتي متوافقة مع رؤية ورسالة محافظة مسقط والتي يأتي من ضمنها الحفاظ على القيم العمانية الأصيلة.
وأشارت د. بدرية الوهيبية رئيسة صالون المواطنة الثقافي إلى أهمية هذه الفعالية الثقافية، والتي تأتي من منطلق دور مؤسسات المجتمع المختلفة في بلورة مفهوم الانتماء الوطني وربط المواطنين بمسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية، وهذا ما نجده مُجسدًا في أهداف أولوية المواطنة والهوية والثقافة الوطنية التي سـطرتها رؤية عمان 2040، ومنها تحقيق مجتمع معتز بهويته، وتحقيق منظومة شراكة مجتمعية مؤسسية متكاملة تعزز الهوية والمواطنة والترابط والتكامل الاجتماعي، وتحقيق استثمار مستدام للتراث والثقافة والفنون ما يسهم في نمو الاقتصاد الوطني.
وذكرت الوهيبية أن فكرة إنشاء صالون المواطنة الثقافي جاءت إدراكا بأهميته في دعم الدور الثقافي بما يحقق تنمية الشباب والمجتمع، كما أن رؤية الصالون ركزت على السعي نحو إيجاد شباب عماني معتز بهويته وثقافته الوطنية قادر على العطاء والمشاركة الوطنية في تحقيق التنمية الثقافية المستدامة، وذلك بترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الثقافة والمعرفة لدى الشباب بأهداف وبرامج وسياسات أولوية المواطنة والهوية والتراث والثقافة العمانية، وتأهيل عدد من الشباب لإدارة المبادرات الثقافية المبتكرة، وتطوير مهاراتهم في إنتاج الصناعات الإبداعية والثقافية، وتعزيز مشاركتهم المجتمعية في نشر الثقافة الوطنية، ويتحقق ذلك من خلال مجموعة من الفعاليات والمبادرات الثقافية الموجهة لفئة الشباب والمجتمع.
وقال الدكتور خالد بن عبدالله العبري المدير العام المساعد للشؤون المحلية بمحافظة مسقط: إن محافظة مسقط أضحت المؤسسة التي يعول عليها في وضع سياسات التخطيط العمراني والاقتصادي انطلاقًا من أهميتها وموقعها الجغرافي الذي أهلها لأن تصبح مركزًا سياسيًا واقتصاديًا وإداريًا للدولة، وتأتي أهمية المحافظة بولاياتها الست: (مسقط، مطرح، بوشر، السيب، العامرات، قريات) كونها عاصمة سلطنة عمان ودرة مدنها، فهي مقصد الزائرين والساكنين على السواء، وأضاف العبري أن المحافظة اكتست حلة الصلاحيات الموسعة وذلك بالمشاركة في إعداد مشروعات خطط التنمية وتنمية واستثمار مواردها، والترويج لها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد فرص عمل، والاستفادة من المقومات السياحية مع الحفاظ على البيئة بالتنسيق مع الجهات ذات الشأن، للتأكيد على ما ارتكزت عليه رؤية 2040م ، في أن يصبح المجتمع إنسانه مبدع، واقتصاد بنيته تنافسية، وبيئة عناصرها مستدامة ودولة أجهزتها مسؤولة، وهي ما تعرف بالحوكمة المؤسسية.
بدأ حفل التدشين بإطلاق مبادرة حملت اسم (عمان الخير) وهي قصيدة مغناة مهداة للمقام السامي، وتلا ذلك تقديم كلمة للدكتورة بدرية بنت ناصر الوهيبية رئيسة صالون المواطنة الثقافي تحدثت فيها عن الصالون ورؤيته وأهدافه وأهم مبادراته، وأثر تلك المبادرات في تنمية الثقافة الوطنية وارتباطها بأهداف أولوية المواطنة والهوية برؤية عمان 2040.
وبدأت بعد ذلك الجلسة الحوارية بتقديم ورقة للدكتور خالد بن عبدالله العبري المدير العام المساعد للشؤون المحلية بمحافظة مسقط تناول فيها دور أولوية تنمية المحافظات والمدن المسـتدامة في إيجاد مجتمعات ممكنة ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وتطرقت الورقة لدور اللجان بالولايات في تعزيز الثقافة الوطنية، وارتباطها وتكاملها مع المؤسسات المعنية لتحقيق أهدافها في التنمية المجتمعية.
ثم قدمت المكرمة الدكتورة ريا المنذرية عضوة مجلس الدولة، والعضوة الفخرية بصالون المواطنة الثقافي، ورقة عن مفهوم الثقافة الوطنية ودورها في تنمية المجتمع العماني، وركزت على أهم مكونات الثقافة الوطنية، وآلية المحافظة على مكتسبات الوطن وأهمية تنشئة الجيل وتوعية الأسرة في المحافظة على القيم الوطنية.
فيما تحدث الأستاذ بدر بن سعيد الذهلي مدير دائرة الدراسات السياحية بكلية عمان للسياحة في ورقته التي قدمها عن الثقافة السياحية ومردوها الاقتصادي على المجتمع، وتناول تجارب دولية وعمانية استثمرت الثقافة والتراث في مجال السياحة وكان لها مردود اقتصادي.
واختتم الأستاذ ليث بن عبد الله الحارثي استشاري خبير في إدارة المشاريع الجلسة الحوارية بالحديث عن آلية دعم الشباب في تبني المشروعات والابتكارات والصناعات والمبادرات الثقافية، وأهمية البرامج التي تركز على تغيير الفكر لدى الشباب عن طريق التعليم والتأهيل؛ لاستثمار مهاراتهم ومكونات بيئتهم وفن العمارة العمانية في تعزيز الأعمال والصناعات الإبداعية والثقافية بطرق تقنية ومبتكرة، وإضافة الهوية العمانية والقيمة المضافة إليها.
كما تضمن الحفل إقامة معرض فني حمل اسم (عمان الفخر) عرضت فيه لوحات فنون تشكيلية، ونماذج لصناعات ثقافية، وإصدارات الصالون.