ريان
نصراء بنت محمد الغماري
عبر الصمت بصمت من ضياء
شغل الناس إلى حد البكاء
جمع العالم من أصقاعه
وتوارى داخل البئر نداء
ليس يدري بضجيج عارم
ليس يدري فعل نار الانزواء
وحده كان بريئا طيبا
داخل البئر بلا أي ارتواء
ليس من أجنحة ترفعه
نحو ضوء من بعيد كالرجاء
تلك بئر قد غدت مشؤومة
قاعها الغادر ما فيه وفاء
ظلمة موحشة تسكنها
تنفث الخوف كمثل الابتلاء
كيف لم تنظر إلى ضحكته
واكتناز الصوت فيها بالبهاء؟
كيف لم تدرك حنينا خافتا
فيه للحلم الذي فيه الهناء؟
كيف لم تعلم سجاياه التي
ميزت ما فيه مذ للدنيا جاء؟
سقط الطفل بلا كيف بدت
داخل البئر وكان الرعب داء
قد سعى الكل إلى إنقاذه
من غيابات ظلام وانطفاء
كل روح صوتها يدعو له
ببقاء في حياة بجلاء
لكن الأقدارفيها حكمة
وقضاء الله في الخلق سواء
فاضت الروح بصمت أعزل
أي حزن بعدها للقلب فاء
راحل ريان لم تلحق به
يد إنقاذ ولا حتى دعاء
تاركا ألعابه مذهولة
وحدها في منتهاها والخواء
أمه والدمع يكوي قلبها
ذرفت ما ذرفت جمر العناء
أهله يبكونه في حرقة
إنما الصبر إذا حُم القضاء
رب صبّر قلبهم إذ حزنهم
فاق كل الوصف يا رب السماء