الوظيفة
يعقوب بن حميد المقبالي
الوظيفة هي: أي عمل تعمل فيه، وفي أي موسسة كانت في القطاع الحكومي، أو في القطاع الخاص سواء أكنت رئيسا أو مرؤوسًا، وهي أمانة ووسيلة لكسب الرزق، ومشاركة في تأدية الواجب تجاه الوطن، فالوطن لا ينهض إلا بالمخلصين من الذين يعملون في أي وظيفة كانت، وفي أي قطاع من القطاعات المتعارف عليها في أي دولة من دول العالم.
الوظيفة ليست وسيلة للشهرة والتعالي في المناسبات بل تكليف، وعلى العاملين أن يكونوا مخلصين لله وللوطن ومع أنفسهم في تأدية وظائفهم؛ حتى يتحقق الأمن والأمان في أي مؤسسة كانت، فالدول لا تسعد بالكم من الموظفين، بل بالكيف، والتعلم، والإخلاص، والمثابرة، وتقبل الرأي من بعضها بعضا، فليس كل مرؤوس لديه الخبرة الواسعة، بل الخبرات تتناقل بين الرئيس والمرؤوس.
وحتى تصلح المؤسسة هنا يجب أولا النظر إلى الموظف وخبراته ومهاراته في الوظيفة، فلا نجعل المؤسسة هي الضحية، وننحاز إلى العاملين فيها، ولكن علينا أولًا أن نحاكي الموظف بوظيفته، ونتابعه من خلال ما يقدمه وينجزه من أعمال، وحتى نتمتع بالنزاهة مع جميع موظفي المؤسسة؛ يجب على الرئيس أن يجعل لمرؤوسيه جدولا يقيمون أنفسهم ذاتيا، وليس على حساب الآخرين.
كما يجب أن يضع الرئيس في المؤسسة ثمت ملاحظات؛ ليتعرف المختص عن كيفية أداء هذا الرئيس، وما معاملاته مع مرؤوسيه؟ وهل يترك مرؤوسيه في كفة واحدة؟ وهل يتمتع باحترام الوقت ذهابا وإيابا؟ وما معاملاته عند مرؤوسيه؟ فإن تحقق ذلك كله فهنا نستطيع تقييم المؤسسة بأنها مؤسسة ناجحة، وكل ما فيها ناجحون، وإن حدث شيء من الخلل البسيط بين الرئيس والمرؤوس، فهذا يحدث مهما حاول المتابعون تصحيحه.
فالموظف هو الحركة الفعلية للمؤسسة، وبنجاح الموظف تنجح المؤسسة بجميع ما فيها، فلا بدّ للموظف أن توفر له بيئة أمن واستقرار، ولا نترك أحدا يتطاول عليه سواء من مرؤوسيه أو من أي أحد يعمل بجانبه.
فيا أيها الموظف، اجعل وظيفتك نصب عينيك، واحترامها، والإخلاص فيها، ومتابعة أعمالها أولا بأول؛ لتنهض مؤسستك، وتكون في ثقة وثبات، وإبعاد يد العابثين بها، واجعلها مستقيمة بإرادتك، وبصبرك، وبتحملك، وبفكرك المنير، ونسأل الله تعالى التوفيق لجميع المؤسسات وموظفيها، وأن يكلل مساعيهم للخير؛ لرفع مؤسساتهم ووطنهم.