الجذور الراسخة
د. سعيد بن راشد الراشدي
يحظى وطننا العزيز عمان بمكانةٍ عالميةٍ بين دول العالم؛ حيث أرسى قواعد هذه المكانةَ باني نهضة عمانَ المغفور لهُ بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وجاء من بعدهِ من يُكمل المَسيِر، ويتعهد بعماننا العزيزة وأهلها الكرام مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله تعالى ورعاه؛ حيث كانت أهدافه ورؤيته الثاقبة بأن يسير على خُطى السلطان الراحل، وينتهج نهجَه في البناءِ والتطوير، وإرساء دولة المؤسسات.
هذه المكانة العريقة التي يتميز بها وطننا العزيز عمان إنما هي راسخة البنيان، متينة القواعد متشعبة الجذور ضاربةً عُمق التاريخ، جعلت منه وطن الأمن والأمان، وجعلته يحظى بهذه المكانة العالمية بين دول المنطقة والعالم أجمع.
إن العلاقات التي تربط وطننا العزيز بالشقيقة المملكة العربية السعودية إنما هي علاقات وطيدة وقوية تمتدُ عبر الأزمان، تمتزجُ فيها تلك الوشائج الأخوية، والتاريخ العريق، والمصير الواحد؛ لينعم الشعبان الأخوان الشقيقان بخيرات تلك العلاقات القوية التي تربط بلديهما؛ مما يزيد بينهما التكاتف والتآزر والتعاون في كل ما يرقى بالبلدين الشقيقين.
وأقربُ مثالٍ لنا لتلك العلاقات الطيبة التي تجمعنا بالمملكة العربية السعودية الشقيقة هذه الزيارة الكريمة لصاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية إلى السلطنة؛ ليُعمقَ بزيارتهِ تلك العلاقات التاريخية المميزة، والوشائج التي تجمع قيادتي البلدين وشعبيهما.
هذه الزيارة الكريمة لصاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليُّ العهد بالمملكة العربية السعودية لوطننا العزيز سلطنة عُمان؛ إنما تأتي لما تمخضت عنه الزيارة السامية لمولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك الشقيقة المملكة العربية السعودية يوم الأحد الموافق الحادي عشر من يوليو من هذا العام 2021 م.
هذه الزيارات بين الأشقاء والجهود التي تُبذل من قيادتي البلدين إنما هي روافدُ تدفع بالعلاقاتِ لِمزيدٍ من التآزرِ والرفعة والتعاون في كل ما يخدم البلدين وشعبيهما الكريمين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وغيرها من المجالات الحياتية.
هذه عماننا العزيزة وطن الأمن والأمان، وطن المحبةِ والسلام، وكيف لا! وخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم قال فيهم: لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( صحيح مسلم 2544 ).
حفظ الله عماننا العزيزة، وسلطانها المعظم، وشعبها الأبيّ الكريم، وحفظ الله المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا، إنه مُجيب الدُعَاء.