معاً من أجل بيئة نظيفة
بدرية بنت حمد السيابية
حين تكون الطبيعة والبيئة خالية من التلوث البيئي تعطي انطباعاً إيجابياً، ويكون الهواء نقياً يستنشق، بعيداً عن الأمراض المسببة للإنسان والنبات والحيوان، ولكن هناك سلبيات موجودة يمارسها بعض الأشخاص؛ وهي الحرائق، وخاصة عندما تكون من صنع البشر بحجة بُعد المسافات لرمى مخلفات منازلهم للأماكن المخصصة، فتشاهد تصاعد الدخان في أماكن متفرقة، إما أن تكون في مزارعهم أو حتى قرب من منازلهم، وأحياناً تكون هناك حرائق وسط الحي السكني، وهذه من الظواهر الغير مرغوب فيها، وما زال البعض يلجأ لحرق المخلفات في أوقات متأخرة من الليل، وهذا ما يزعج الجيران وكل من يسكن في ذلك المكان.
يعتبر هذا السلوك غير حضاريّ وأذى ومضايقة للجار، وغير مقبول، فقد حثّنا ديننا الحنيف ألاّ نؤذي الجار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من آذى جاره فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن حارب جاره فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله)).
فلا ينبغي أن نكون سبباً في نزاع ومشادات، وزعلاً بسبب ذلك السلوك، حيث الجميع يعلم مضار هذه الظاهرة لما لها من أضرار وأثاراً تلوث الجو، فعند حرق المخلفات المنزلية من مواد صلبة أو سائلة أو غازية، وعدم وضعها في حاويات النفاية الخاصّة بها أو مخلفات المزارع يتصاعد الدخان ويتركز في الجو؛ وبالتالي يتضرر الإنسان من حيث أمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك انتفاخ الرئة وتهيج الخلايا المبطنة للقناة التنفسية، وتآكل الغشاء المخاطي مما يؤدي لاحتقان الأنف والسعال الشديد، وتحسس العيون والغدد الدمعية، وحدوث الصداع، وتهيج الجلد بسبب مضار الدخان المتصاعد.
فهنا نتساءل، لماذا لا يكون هناك وعي من قبل هؤلاء الأشخاص؟ أو إصدار قوانين مشددة لما له مصلحة عامة، وخاصة ونحن نعيش في منطقة تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة جداً في فصل الصيف، فتزيد شعلة الحرائق وبالتالي تأكل الأخضر واليابس، وعندها لن نستطيع السيطرة على تلك الحرائق، فشرارة واحدة قد تحرق المكان بأكمله، ومخلفات الحريق تظل باقية على سطح الأرض لفترة طويلة وبالتالي تشوه المنظر، ومن جانب آخر يجب أيضاً مراقبة أصحاب الشاحنات الذين ينقلون مخلفات ترميم المنازل، والتأكد من رميها في الأماكن المخصصة، وعدم الاستهانة بهذا الشأن.
فمما يؤسف له أنه ما زالت تمارس السلوكيات الخاطئة في المنهجية المتبعة للتخلص من النفايات بشكل سليم وايحابي، ولهذا نرى أنه يجب على الجهات المعنية أن ترفع مستوى المراقبة والوعي لدى أفراد المجتمع حتى تكون لدينا بيئة خالية من التلوث، ومما لا شك فيه أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من حكومتنا الرشيدة، وشمل ذلك الاهتمام كافة الموارد البيئية من نبات وحيوان ومناخ وطبيعة جغرافية متنوعة، ومن جانبنا نحن كمواطنين واجب علينا المحافظة على هذه الأرض الطيبة نظيفة، نقية، ويجب أن ننشر الوعي الصحي بين الناس، وأن ننبه أطفالنا إلى الحفاظ على البيئة، فهذا واجبٌ وطنيٌّ.