2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

وداعا أحمد سمير

مصبح المقبالي

منكسرة مدرستي اليوم بفقد أحد أعمدتها ، مريضة بتوقف شريان من شرايين قلبها النابض . صباحها مكلوم وحزين كغير عادته ، رسومات الحزن أراها في كل أركانها وأجنحتها .
رحلت عنا يا أبا سمير وتركت أثرك الطيب في كل أروقة المدرسة بل داخل قلوبنا.
فقدك كسرني لأني كنت أتشارك معك في أدق التفاصيل التي تخص عملنا في المدرسة، كنت دائم النقاش معك في أي برنامج نريد أن ننفذه لنخرج بعمل يجمّلنا ويجمّل مدرستنا، تستأنس برأيي وآخذ بملاحظاتك وأسعد بعملك المتقن الجميل النابع من الضمير،نتشارك لنضع المؤثرات الموسيقية على فن التغرود والرزفة والشلة، عزفنا سويا على أوتار قيثارة الحب الأخوي بأنغام قلبك الجميل.

كنت دائما تطربني بأغنية(حلوة بلادي يا عمان الغالية) وكأنها بالفعل بلادك وهذا ما كنت تظنه وما كنت تشعر به .
تواصل معي عدد من طلابك الأوفياء وهم يبكون فقدك متأثرين تأثّراً كبيراً يريدون أن يودعوك الوداع الأخير ويقبلون رأسك، لقد كنت لهم أباً حنوناً ومربياً صالحاً ومعلماً وفياً ولكن الظروف الصحية الحالية حالت دون ذلك .

هكذا هم الطيبون عندما يرحلون يبقى أثرهم باقٍ لا تمحيه الأيام

رحلت عنا يا أحمد سمير وأبقيت جرحنا لا يندمل من فراقك، فقد أحدث ألما في القلب ونهراً من الدموع على صفحات الوجوه وحزنناً مزّق الأجساد.

ستفقدك المدرسة وسيفقدك طلابك الذين درستهم فنون العزف على أنغام حب الوطن، ويفقدك زملاؤك الذين كنت معهم تلحنون القصائد الشعرية في عشق عمان، ستفقدك مفاتيح آلة البيانو الذي كنت تعزفها لتتناغم معك أغصان أشجار المدرسة، وسنفقدك جميعاً عندما كنا نردد لعمان وسلطانها وشعبها( فارتقي هام السماء واملئي الكون الضياء واسعدي وانعمي بالرخاء )

ماذا أستطيع أن أكتب وكيف أستطيع أن أعبر، أجدني عاجزا منكسراً من الصدمة وجسامة الخبر المؤلم، فكل شئ يذكرني بك ليذكرني بفقدك ويمتزج مع الحزن ليتحول إلى وجع وألم من نوع آخر.

تودعك مدرستي اليوم بكافة منتسبيها وبكل أركانها وأجنحتها بل تودعك عمان بكل شبر من ترابها .
سيرحل جثمانك إلى الأبد لن يكون هناك تواصل لنستمع لحديثك، ولكن ستبقى ذكرياتك معنا لا تنتهي، ودعاؤنا لك بالرحمة والمغفرة دائما.

سينقل جثمانك الطاهر اليوم إلى موطنك مصر الحبيبة، معشوقتك التى تعز عليك والتي كنت دائم الشوق لها، ولكن هذا اليوم هي تشتاق إليك لكي تحتضنك وتضمك في ترابها الطاهر.

نعم سيغادر جثمانك السلطنة ولكن سيبقى حبك خالدا في عمان وتحديداً في مدرسة حذيفة بن محصن، يذكره كل من وطئت قدماه المدرسة وكل من يعرفك فقد تركت شامة في القلوب وبصمة في الوجود .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights