هُنَــــا…
فؤاد آلبوسعيدي
siaq2007@gmail.com
هنا الوطن وهنا الدار والأمل وبعض المطر
هنا النسيم والحلم وحديث الفـجرِ وبوح بعض الــرّواة
هنا رأيت حضور الشمس والورد والشجر
وقُــطر النّــدى وحضورها بات أكليلٍ بلا أيّــة مُـــجافاة
هنا بات قلبي مُستعمرة بلا سِحر ولا أعداء
هنا أنا الأسـير بِـلا مَــعارك وحُـروب وسُــيوف الطُّــغاة
هنا عشقت ذات الحسن دون موعدٍ ولقاء
وهنا سكن فُـــؤادي خَــنجَرها وما أبغي عنها الـــوفاة
هنا في أول وصلها كانت مهبط نور السماوات
هنا تعشق العين قبل القلب بلا سهامٍ وأنصال الــرُّماة
وهنا نظرت إليها وما رفّ لي جفن ولا رمش
فلا سهوت عن عَـــيْـناها عند كلّ مواعــيد المُـــلاقاة
وهنا أسعَدت نظري كأني في بحر مليء بالأسرار
هنا بتّ في صُـبْحي أتُـوق إليها وفي لحظات الغُـــداة
وهنا علمتُ بأنّـها باتت صاحبة تداوي لي حياتي
فتميمةَ سِـرّ السّــعادة هي بعد كلّ هُـــموم المُـــواساةِ
هنا علمت بأنّي أبيت تـائِـقٌ إليها في كل لحظاتي
وأبُــوح إليها في كلّ حالٍ من أحـوالي بلا أيّ مُــــبالاةٍ
وهنا أمسيتُ أذكرها ليلاً عند ربّي في كل دعاء
فبتّ أهيمُ إلـيها في كلّ مَـقامات وسجدات الصّـــلاة
وهنا علمت بأني قابع في الشرق ولها الأنفاس فداء
وهنا روحي تسكن غرباً بعيدةً فيا ويلي من المُـــعاناة
فهل خوض المسير إليها من هنا بات بلا أملٍ ورجاء
أم مسكن الشوق سينسيني البعد فأمضي بلا مُـعافاة
وهنا مسقطَ روحي ودرة عيوني وملاذ الفؤاد
هنا قلوب الأحـبّة هي القـدر والـــدّار وطيب النّــجاة
هنا أهمس عن شجني وشوقي وحنيني فيا ربّاه
وهنا قد غدوت شاعِــراً أكتب قصــيداً دون مُـــجاراة
هنا أقول يا ويلي من سِـحرَ وصلٍ قد بات داءَاً
في فؤادي، وهُــنا وهــناك في (القابلِ) جرعة المُداواة