رويدك بي.. لم أنتهِ من رحلتي
خلفان بن ناصر الرواحي
رويدك بي يا جوهرة..
لم أكتفِ.. بالنصح منك
ولو غدت..
دنياي توقف نبرتي
سأعيش دومًا منتعشْ
و مسطرًا بخواطري..
بالنثر رقراقًا مخبري..
متدفقًا..لم أكتفِ
و لم أنتهِ .. من رحلتي
يا جوهرة:
وجدت فيك نصيحتي
فوجدتُ أنكَ أهلها
فأنت حقًا كما أرى
نبراسُ علمٍ..
ثاقبٌ مستبصرُ
أنت الذي كما أرى
مستبسلٌ.. متوقدٌ
ذاق المرارة صبرها
يتجرع الأحلامَ..
بين صروح العلمِ..
بين عوالمٍ و أماجِدِ
فوجدت أنك مُعَلِّمًا
يسدي لتلميذٍ نُصحهُ..
مُتعَلّمًا مُستبصرا
يا جوهرة:
أسديت نصحك لي
بالقراءةِ لأرتوي
أنهل علوماً..أسمو بها
شامخًا كالأنجمِ
ولكنني…لم أستطع
لم أمتلك أقرأ وأقرأ دون ما ..
أكتب وأفرغ طاقتي
فلربما..
تحدثُ مُعْجِزَةٌُ كبرى..
وتَنْشَقُّ السَمَا..
عن خفايا عجيبةٍ..
لعلها تنقذني
يا صاحبي:
وجدت نفسي لوحدها
لا تطيق الصمت …
لا تكتفي…
بل أنها لم تنمْ
باتت تُقَلِّبْ ذكرى مواجعي
فكأنها تخذلني..
فتلونت كأنها الحرباء
وتقول لي:
كيف السنين منك
قد غدت…
ثم كيف أنت تلومني؟!
مضتْ عقودٌ يانعة…
بشبابِ عمرك ضائعة…
فهل حقاً..
تحدث المعجزة الفريدة؟!
ثم عادت تقولُ ملامها…
ولم تكتفِ…
بل صارحت وقالت:
أليس أنت من…؟!
قد أنضويت…
واستبحت دماءنا… وقتلتنا !
بين طموحِ شهادةٍ.. أو منصبِ
تغدو بحلمك مفعمًا
تسعى إليه لترتقي!
فيا صاحبي ..
يا جوهرة:
لا تلمني أنني مستعجلٌ
ومشتتٌ…
و بين الفنون ضحيةٌ ومتيَّمُ
فلا تلمني.. لأتعرف..
أنَّ الكتابةَ مني .. أدمانٌ ضحت
بالرغمِ أنَّ الشِّعر..
كما أسديت نصحك لي
ليس كما يقال منمقًا..
و مدندنًا
بل أنه كيف يقال..
و من له قارئٌ متذوقٌ
فهذا أنا.. يا صاحبي
كما رأيت.. و ما ترى!
فأقولها عذرًا ومكررًا..
رويدك بي يا جوهرة