التعليم عن بعد و أثره في العلم أو التعليم الرقمي انطباع المختصين يؤكد ايجابيه الدراسه عن بعد مع بعض السلبيات

تحقيق: إيمان بنت خميس بن سالم الكعبية

في الوقت الذي أصبح فيه التعليم الركيزة الأساسية لخلق مجتمع واع، و قادر على بناء جيل مثقف و مبتكر، و من منطلق مبدا المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس المعظم رحمه الله في قوله: “سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شحرة”. بدأت مسيرة التعليم و التعلم في النهوض بهذه الامم ، فبدأت الدول بإنشاء المدارس و الجامعات ، و أصبحت للمعاهد بمختلف أنواعها دور فعال في تنمية العقول البشرية.

توسدت سياسة التعليم المباشر جميع أنحاء العالم ، حيث أصبحت الشعوب تسافر بين الدول المختلفة لكسب المزيد من الشهادات و الخبرات ، و السعي نحو مواكبة الثورة العلمية، الى ان إجتاح مرض كورونا ( كوفيد-19 ) جميع ارجاء العالم ، وسادة الحالات في مختلف مناطق الوطن العربي ، حيث وجد أكبر إنقطاع في نظم التعليم المباشر، الذي من خلاله إنقطعت البعثات الخارجية ، ثم توقفت جميع المؤسسات التعليمية عن إستقبال الطلبة للحرم التعليمي.

لعب كوفيد-19 دورا مهما في إخراج نظام التعليم عن بعد ، و الذي ساد مختلف أنحاء العالم منذ تففشي هذا الوباء ، حيث إتبعت مؤسسات التعليم نظام التعليم الالكتروني الذي بني على منصات التعليم الإلكترونية و التي تمكن من خلالها المحاضر أو المعلم في التواصل مع الطلبة لإيصال المعلومات بالشكل المناسب.

إن إيجاد التوازن بين التعليم وسلامة المواطن أصبح العامل الأهم في ظل وجود هذه الجائحه،فكان لابد من التأقلم على طرق التعليم المستمر عن بعد حفاظا على سلامة المواطن و إستكمالا لمسيرة التعليم و التعلم.

ومن هذا المنطلق اعطى د: مجدي سعودي رئيس وحدة الهندسة الكهربائية بجامعة التقنية و العلوم التطبيقية بصحار رأيه حول ظاهرة التعليم عن بعد ، حيث قال أن التعليم عن بعد يعتبر تجربة مميزه وناجحه ، ولكن لابد أن يكون هناك توازن في هذا النظام التعليمي ، قائلا:”أن التجارب العملية التي يتطلب تنفيذها من طلاب الهندسة لابد أن تتم في الحرم الجامعي بطريقة مباشره بين الطالب و المحاضر، وأيضا الإختبارات يجب أن تكون تحت إشراف أكاديمي لما تلعبه من دور مهم في تحديد مستوى الطالب”.

وقال أن المناطق النائية التي تعاني من ضعف شبكات الإنترنت ليست مؤهله للتعليم عن بعد، كما بين أن هناك العديد الإفتقار في البرنامج التعليمي عن بعد ومنه عدم وجود تفاعل مستمر بين الطالب و المحاضر الاكاديمي، فالركود في المنازل و تقديم المحاضرات تفقد الطالب و المعلم اللياقة البدنية و التفاعل الحسي و المعنوي.

هذا و قد أكد الدكتور سعودي بأن رغم هذه العيوب لا نستطيع أن نغفل الجانب الإيجابي و منه تقليل الأعباء الإقتصادية من مواصلات و سكن ، وأيضا يمكن إعتماد الجامعات التي تبنى على أسس التعليم الغير مباشر من خلال الإعتماد على أساتذه من مختلف أنحاء العالم لما تتوفر فيهم من خبره و كفاءات مطلوبة.

و في هذا الجانب اوضح المهندس : هلال بن حمد الخاطري محاضر في جامعة التقنية و العلوم التطبيقية بأن العائق الوحيد في التعليم عن بعد هو كيفية نقل المعلومات بشكل مناسب للطلبة، حيث ” إن التعليم الغير مباشر يفتقر للغة الجسد، والتي بدورها تتجسد كعامل مهم في تسهيل توصيل المعلومات بنسبة 50% للمتلقي”. وقال أن التعليم عن بعد سهل العديد من السبل المتاحة لكل من المعلم و المتعلم في عدم الإلتزام بالمكان والصرح التعليمي على مدى مدار اليوم الدراسي،كما أضاف على الإيجابيات التي تميز بها التعليم الغير مباشر هو إمكانية الطالب في الرجوع للمحاضرات المسجله من قبل المحاضر و إسترجاع المعلومات بشكل دوري.

هذا وكان التأثير الكبير في التعليم عن بعد قد عم المدارس المختلفة على مستوى السلطنة، حيث اوضح الاستاذ / فالح بن محمد العيسائي معلم أول فيزاء بمدرسة حذيفة بن محصن للتعليم الأساسي بمحافظ البريمي قائلا:” إن التعليم عن بعد كان وما زال تجربة ناجحة وفق الظروف التي كان لابد لنا من الخوض فيها و مواكبتها ، حيث كان له صدى كبير على التعليم من خلال تنوع التقنيات من منصات الكترونية و بث تلفزيوني و تطبيقات تعليمية و غيرها،هذا و بالطبع أن لكل شخص وجهة نظر قدد تتناسب مع الطرف الآخر وقد تختلف بطبيعة الحال، و في معتقدي أن التعليم عن بعد كتجربة أولية قد اتاح القدرة على التأقلم وتنظيم الوقت للمقررات الدراسية لكل من المعلم و المتعلم مما أدى لرفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة”

من جانب اخر قالت الاستاذة / مريم بنت عبدالله الكعبية أخصائية إجتماعية بمدرسة وادي الحيول للتعليم الأساسي بمحافظة البريمي يعتبر التعليم عن بعد طفره سريعه في عالم التعليم وهي تعتبر تغير جذري سريع أجبر الجميع على إختياره بناء على الحوادث الأخيره التي حدثت على مستوى العالم وإختيارا آمنا بالنسبة للجائحة التي سببت خسائر بشريه ليست بالسهله على مستوى العالم..

وكأي نظام يزخر التعليم الالكتروني بالعديد من الإيجابيات وكذلك السلبيات التي تطرقت لبعضها،فعلى سبيل الإيجابيات وفر التعليم الالكتروني الحدآثة في توصيل المعلومة وإستخدام التقنية بما يخدم العلم والمعرفة كذلك أصبح إستخدام التقنية أمرا سهلا لفئات المجتمع المختلفه من طلاب ومعلمين وأولياء أمور، الامر الذي يوفر الجهد والوقت في كثير من الأمور كذلك يتيح التعليم الالكتروني المجال للإبداع والإبتكار في هذا الجانب، الأمر الذي يصل بنا الى مستوى عالي من التقدم والتطور.

لكن في الزاوية المقابلة فإن التعليم الإلكتروني لا يوفر العداله والمساواه بين شرائح المجتمع فهناك من لا يملك الإجهزه التي تمكنه من حضور الحصص وهناك من لا يعرف كيف يستخدم هذه الأجهزه، كان بالإمكان إن تقوم المؤسسات بتهيأة لأفراد المجتمع منذ وقت مبكر لمثل هذا القرار وسد الإحتياجات وتوفير التدريب المناسب للجميع سواء طلبه أو معلمين او أولياء أمور بما يضمن القدره على تعامل الجميع مع هذا النظام بفاعليه .

وأكدت الكعبية بأنه كان لابد من تغطية خدمات الإنترنت وتقويتها خاصة في المناطق النائية ،وإضافة الى ذلك تقديم العروض التي تضمن للجميع إستخدام النظام بأريحية ودون الإحساس بالضغط المادي الذي يخلق نفورا من النظام وعدم الارتياح للتعامل معه.