عام 2021
نور العلبي
أيها القارئ رجلاً كنت أو امرأة شاباً أو شابة فتى أو فتاة السلام عليكم،
أينما كنتم السلام لكم وعليكم، السلام الذي نبحث عنه دائماً ولم نجده إلا في هذا العام ٢٠٢٠ عن أي سلام؟!
إنه عام مليء بالمشاكل والأحزان، نعم فنحن لم نجد أنفسنا إلا في هذا العام الذي كأنه يقول لنا عودوا إلى ملاذكم، عودوا إلى دفئكم، ورمموا ما هدم من أيامكم، وأحيوا ما مات من قلوبكم.
اكتشفنا أننا بحاجة إلى أن نختلي بأنفسنا مدة من الزمن بعد أن غيرتها قسوة الأيام والليالي، لم نعد حتى نعرف أنفسنا، تغيرت ملامحنا، كنا بحاجةٍ إلى هذا الهدوء مع أنفسنا .
اكتشفنا أنه لا أجمل من أن نتعلم فن التواصل مع العائلة، فاجتماع الأهل في بيتٍ واحد وتحت سقفٍ واحد يعلم الكثير يعلمنا، مهما وصلنا في نجاحاتنا مع الآخرين لكن النجاح الحقيقي هو دفء هذه العائلة، هو أمان هذه العائلة، هو أن تُؤمن الدفء لهم، وأن تستمد الدفء منهم، فلا أمان ولا دفء إلا مع هذه العائلة التي كونتها أنت فحافظ عليها واجعلها أولى اهتماماتك، ولا تفقدها مجدداً.
في هذه السنة ومع هذه الأزمة اكتشفنا أنفسنا ومواهبنا وقدراتنا التقت الموهبة مع الأزمة فشكلت اكتشافاً جعلنا نمتن لهذه الأزمة ولغيرها من الأزمات التي لا بد وأن تكون معها في كل مرةٍ منحة، لكن العاقل هو الذي يكتشفها ويعلم علم اليقين أن مع كل محنة هناك منحة ولا تأتي إلا لمن كان صابراً محتسباً منشغلاً باكتشاف هذه المنحة.
نحن الآن تعلمنا كيف أنه بالحب والتعاون والصبر نتجاوز العقبات صغاراً كباراً درسنا نفس الدرس، درس ٢٠٢٠ علمني الكثير جعلني إنسانا مسؤولاً مميزاً في كثيرٍ من المجالات ممتناً لأقل القليل ممتناً لنعمة النفس، لنعمة الأمان التي لم نشعر بها؛ لأننا اعتدناها فعندما أوشكنا على فقدها أحسسنا بقيمتها.
بعد أن تعرفتَ على نفسك الآن وأصبحت شخصاً أوعى وأعقل إياك أن تغرق في بحر الأحلام، أحلام اليقظة، اسأل نفسك دوماً هذا السؤال ماذا أريد أن أغير في نفسي الآن؟ وليس خلال بضعة أشهر وإنما الآن وليس بعد أن أجد نفسي عالقاً بل الآن.
دَوِّن قائمة بمهمات التطوير الشخصي التي كنت تخطط لها لكنك لم تجد الوقت المناسب لإنجازها، دونها الآن، وإلا فامسحها من القائمة، وتوقف عن تعذيب نفسك بأحلام اليقظة.
باختصار الحب، والنجاح والإلهام هو بداية للعام المقبل سنغوص في بحر المعرفة أكثر، ستزدهر حياتنا بالشغف، سنمضي للأمام، لا وقت للتفاهات، الكثير من النجاح ينتظرنا وينتظركم.