الأداء الوظيفي
د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية
يُعبر الأداء الوظيفي عن الجهود التي يبذلها العاملون كلٌّ في مجال تخصصهم بما يحقق أهداف ومضامين المؤسسة التي يعملون فيها، ويتوقف ذلك على الإمكانات المتاحة والتجهيزات ومدى توفر الأجهزة والأدوات الحديثة اللازمة لتحقيق الإنجاز، كما يتوقف كذلك على تأهيل الموظفين والمؤهلات العلمية التي يحملونها، والخبرات التي اكتسبوها، ومدى ممارسة العمل بشكل صحيح تحت إشراف كوادر وهيئات مؤهلة ومحترفة، وهذا ما سوف يساعد على تحقيق أهدافها بكفاءة عالية، وبذلك يعتبر مفهوم الأداء الوظيفي من المفاهيم التي نالت حظاً وافراً من الاهتمام في الدراسات الإدارية، ومن قبلُ دراسات الموارد البشرية بشكل خاص، نتيجة أهمية ذلك المفهوم على مستوى المنظمات والأفراد، ولتعدد المؤثرات التي تؤثر على الأداء الوظيفي، وغالبا يربط معظم الباحثين مفهوم الأداء بالأداء الذي يقوم به المورد البشري أو الأداء الوظيفي للموظف؛ وذلك لأن أداء الموارد البشرية يسهم بشكل رئيسي في تحديد الأداء الكلي والآلي للمنظمة، وعرف صليحة (2010) الأداء الوظيفي بأنه قيام الفرد بالمهام المختلفة اللازمة لأداء عمله من خلال بذل جهد ذي نوعية معينة ووفق نمط معين، وهو ما يتيح تحويل المدخلات إلى مخرجات ذات مواصفات محددة بأقل جهد ووقت، ويمكن لنا أن نميز ثلاث طرق لقياس الأداء، هي: كمية الجهد المبذول، ونوعية ذلك الجهد، ونمط الأداء، وبذلك فإن الأداء الوظيفي يمثل وسيلة مهمة لتحقيق الأهداف ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره هدفاً مستقلاً، وعليه ضرورة الاهتمام به وفق الإمكانات المتاحة والأنظمة واللوائح المحددة للعمل، كونه يحدد الحقائق ويوفر البيانات المطلوبة عن أداء الموظفين لمهامهم؛ والتي تساعده على تحليل وفهم وتقدير مستوى الأداء المنفذ وإعطائه قيمة معينة مع ما هو مطلوب تنفيذه، كذلك يسهل فهم سلوك الموظفين من خلال قيامهم بالأدوار الموكلة إليهم أي تقدير مستوى كفاءته الفنية والعلمية لتنفيذ الواجبات والمهام التي يتضمنها عمله.