2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

على عتبات العيد الوطني الخمسين المجيد

عبدالله بن حمد الغافري
#سلطنة_عمان #الرستاق
للتواصل/
تويتر

‏@AbdullahHamedG1
أو
‏Alssedq@hotmail.com

الأمم العريقة تحيا على العز والفخار وتحكي مناسباتها الوطنية قوتها واستمراريتها بما يحقق العيش السعيد للأمة مستمسكة بعرى الهدى والفضيلة، ومتخذة من الانطلاقة المدروسة وسيلة للتحديث والتجديد الذي يضمن ثبات المبادئ الثقافية والدينية والوطنية والقومية والأخلاقية؛ بحيث تنشأ الأجيال مقدرة لماضيها التليد ومثابرة لحاضرها السعيد ومخططة لمستقبلها المجيد..

الحضارة العمانية ليست في الخمسين سنة فقط وإنما آلاف السنين مضت فمجان ومزون والغبيراء ليست مصطلحات وهمية، بل هي أعلام حقيقية لعمان الماجدة على مر الزمان. فعمان تبقى بوصلة العالم تخطو بخطوات ثابتة نحو البناء والتعمير للإنسان والزمان والمكان..

فهذه القلاع الشامخة وتلك الحصون العالية، والتراث المكتوب والتراث المنحوت والمشاهد، ومنجزات الحضارة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في المدن المحصنة، والمساجد العامرة والمدارس المنيرة والأفلاج المتدفقة والموانئ الحيوية، كلها شواهد على قوة هذا البلد وحضارته ناهيك عن الإنسان العزيز بقيمه وأخلاقه والذين ضربوا أروع الأمثلة محليًا ودوليًا في المجد والشرف والتضحية؛ فكل من يفكر طمعًا في عمان يعود خاسرًا ولو بعد حين!

ومع بزوغ فجر السبعين من القرن المنصرم دخلت عمان طورًا جديدًا في البناء والتقدم هدفه الإنسان وغايته عمان، فالإنسان هو هدف التنمية وغايتها..

وإن كان قائد ذلك الفجر ووالد هذا الشعب العظيم قد ترك شعبه حزينًا راضيًا بقضاء الله وقدره في سنة كونية كتبها الله سبحانه وتعالى على جميع خلقه فإنه لا اعتراص على أمر الله وإنا لله وإنا إليه راجعون..

ويأتي هذا العيد الوطني الخمسون المجيد تحت القيادة الحكيمة لسيد عمان حضرة صاحب الجلالة السلطان #هيثم_بن_طارق المعظم حفظه الله تعالى ورعاه لتستمر قافلة عمان بالعبور، ويستمر فلك عمان مبحرًا في محيط هذه الدنيا متحديًا كل الأخطار ومتجاوزًا كل العقبات بعزم وثبات لا يلينان!!

(ما مات قابوس وأنتم موجودين) نعم ما مات وأنتم موجودين كبيت الحكم ففيكم الخير، نعم فأنتم المؤتمنون على عقيدة هذه الأمة ودينها الإسلامي القويم الذي يأبى الخنوع والانكسار.

وأنتم المؤتمنون على ثوابت هذا الشعب وأخلاقه، مؤتمنون على العدل والإنصاف، مؤتمنون على الشورى واستماع الرأي الآخر من العلماء والعقلاء والمفكرين والمصلحين، مؤتمنون على حرية هذا الوطن من أي تبعية؛ فعمان دائمًا هي القائد، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأبى أن يمس مملكة عمان إلا بملكيها الصحابيين الجليلين جيفر وعبد ابني الجلندى رضي الله عنهما.

وأنتم موجودين كشعب حر كريم مؤمن بالله العلي القدير ويسعى لمرضاته ويسعى لبناء وطنه بالجد والاجتهاد، فالأمم لا تموت بموت قادتها بل يتجدد نشاطها وتزدهر ربوعها ويستمر سكانها أوفياء لأرضهم ومجتمعهم وسلطانهم.. متوكلين على الله جل وعلا في كل خطواتهم آخذين بأسباب التمكين والنماء بثقة عالية وهمة كبيرة، وعمان فيها الخير الكثير الذي يوفر لأهلها القوت الحلال والغنى عن ذل الحاجة فعمان بلدة طيبة وربها رب غفور.

إن تزامن جائحة كورونا كوفيد19 مع أيام العيد الوطني الخمسين المجيد له تأثيراته السلبية على حياة الناس وعلى الحكومة الرشيدة.
وإن كانت الأعياد الماضية تميزت بالمكرمات والعطاءات، إلا أن عطاءات الله تعالى ومكرماته علينا سابغة ظاهرة وباطنة
فنحن نحيا بأمن وأمان في بيئة متلاطمة الأمواج متصادمة الأفكار فهذه من أكبر النعم علينا فلله الحمد والمنّة.

كما أن ثبات الأداء الحكومي وتحدي الصعاب من أهم المكرمات؛ فما تزال عجلة التنمية تدور في جميع ربوع عمان ولله الحمد.

ولكن لا يخلوا مجتمع من أمور بحاجة للمراجعة ووضع الحلول النافعة لها، وأهمها ما يتعلق باستثمار الثروات العمانية الهائلة في البر والبحر والإنسان!
فأرضنا تنضح بالنفط والغاز والمعادن والكروم والرخام والذهب ومنتجات لا توجد في بلدان كثيرة..
هذا غير مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح والأمواج، كذلك الموقع الاستراتيجي والموانئ البحرية والممرات المائية والجوية والإشراف على مضائق وبحار ومحيطات قل وجود مثيل لها في كثير من بلدان العالم..
إن حسن إدارة هذه الثروات وكيفية استثمارها وحمايتها ورفع يد الوافدين عنها وتمكين أبناء الوطن منها ومن التجارة الداخلية وتشجيعهم للاستثمار والتطوير، وتبني ابتكارات الشباب كمشاريع وطنية كل ذلك كفيل بتشغيل العمالة الوطنية وتوفير العملة الصعبة وازدهار الوطن وتطوره..

تقف عمان اليوم شامخة ببنيتها التحتية المتكاملة في الطرق والموانئ والمطارات في التعليم والصحة والمنظومة العسكرية والأمنية وفي النظام المؤسسي في كافة المجالات، وفي السياسة الخارجية المتزنة التي حفظت لعمان مكانتها المرموقة بين الأمم.. فخمسون عامًا من البناء والتنمية أتت ثمارها والحمد لله، ونحن نتفاءل خيرًا ويبقى الأمل مشتعلًا في النفوس؛ كي نوقد الهمم للمضي قدمًا بعمان نحو التقدم والنماء.

وبهذه المناسبة السعيدة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله تعالى ورعاه، سائلين الله تعالى أن يعيده عليه سنين عديدة وأزمنة مديدة، وعلى الشعب العماني الكريم بالخير واليمن والبركات..

عمان بخير وستبقى بخير بإذن الله تعالى، وكل عام والجميع بخير..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights