زراعة “البرسيم” في السلطنة
وادي بني خالد – العمانية
تشتهر السلطنة بالزراعة نظرًا لأرضها الخصبة وتضاريسها
المتنوعة فضلًا عن وجود المياه المتدفقة في بعض المحافظات على مدار العام متمثلة في الآبار والعيون والأفلاج التي تروي الحقول والبساتين الزراعية.
ومن هذه المحاصيل الزراعية البرسيم أو ما يعرف محليًا ب الـ”القت” .. و” القت ” محصول علفي يسمى كذلك بـ”ملك الأعلاف” وفي عُمان يُطلق عليه أيضًا (الذهب الأخضر) لما له من عائد اقتصادي كبير.
و” القت ” محصول علفي يزرع على نطاق واسع في مختلف ولايات السلطنة لما له من قيمة غذائية عالية ولاحتوائه على بروتين عالٍ قادر على إنتاج الطاقة لو ما قورن بغيره من المحاصيل العلفية الأخرى ومصدرًا للفيتامينات الرئيسية لغناها بالمحتويات المعدنية.
ويزرع البرسيم “القت” في موسمين زراعيين الأول خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام وفي شهر فبراير ومارس كموسم ثانٍ، ويعتبر الموسم الأول الأكثر ملاءمة ونجاحًا نظرًا لاعتدال درجات الحرارة في حين أن الموسم الثاني ترافقه ارتفاع درجات الحرارة عالية .
يقول المهندس أحمد بن صالح الهاشمي مدير دائرة التنمية الزراعية وموارد المياه بوادي بن خالد ” هناك أنواع متعددة من القت المعروف بالبرسيم .. هناك نبات يبلغ عمره بين 3 إلى عشر سنوات تقريبًا يزرع منذ القدم ويصل ارتفاعه إلى 57 سم تقريبًا وهو يعتبر الغذاء الأفضل للحيوانات مما يحسن جودة لحومها وحليبها ويعدل الحالة الصحية والجسمانية للماشية بشكل عام “.
ويضيف الهاشمي ” التربة الطينية الرملية هي أفضل أنواع التربة لزراعة القت رغم إمكانية نموه وتطوره في العديد من أنواع التربة إذا توفرت فيها الهشاشة والقدرة العالية على الاحتفاظ بكميات جيدة من المياه ” ويعتبر الصرف الجيد لمياه الري طلبًا رئيسيًا لزراعته إضافة الى المحتوى الجيد من العناصر الغذائية المغذية له عند بداية زراعته وخلال فترات نموه المختلفة.
ويتم حصاد البرسيم في العام الواحد بين 10 و12 مرة وتستغرق مدته حوالي 25 يومًا لكل حصاد تسمى محليًا (جزه) ويتم حصاده يدويًا.
ويحتاج كل فدان زراعي من 5 الى 7 كيلوجرامات من بذور البرسيم وهي تزرع على عمق لا يزيد عن 10 سنتمترات وتسقى بواسطة ” سواقي الأفلاج ” من خلال م الري الحديث بواسطة الرشاشات .. وتتم عملية الري في الفترات الباردة من العام مرة واحدة كل سبعة أيام وخلال فترة الحرارة المرتفعة يسقى مرة كل أربعة أيام.
وتبلغ المساحة المزروعة من البرسيم في السلطنة حسب الإحصائية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات 20 ألف و314 فدانًا بإنتاج يبلغ 278 ألفًا و37 طنًا تقريبا.
يقول الدكتور علي بن مسعود الصبحي الباحث في أمراض النباتات بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس إن الاسم العلمي للقت أو البِـرْسِـيم الحجازي أو الفِصْفِصَة كما يسمى في بعض الدول العربية Medicago) sativa) وهو يختلف عن البرسيم (الاسم العلمي: – Trifolium pretense) ومن أهم الاختلافات بينهما أن القت محصول معمر ويزرع في جميع محافظات السلطنة والبرسيم نوع يسمى (حولي) وتنتشر زراعته
في قريات وصحار والولايات المجاورة ويسمى في عُمان (القت القرياتي).
وأشار الصبحي إلى أن متوسط المساحة المزروعة للقت في السلطنة يبلغ (23863) فدانًا أي حوالي 9.9٪ من إجمالي المساحة المزروعة بمتوسط إنتاج (413576) طنًا وهو من المحاصيل المهمة من الناحية الاقتصادية حيث بلغت الكمية المصدرة منه في آخر إحصائية (57854) طنًا بقيمة تصدير تقريبًا 8 ملايين ريال عماني حسب إحصائيات وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
وأشار الصبحي إلى أن أهم التحديات التي تواجه زراعة البرسيم في السلطنة ملوحة الأراضي والمياه في كثير من الولايات وإصابته بكثير من الآفات الزراعية الحشرية مبينًا أن زراعة القت تأثرت في العقدين الماضيين بسبب إصابته بمرض المكنسة الساحرة الذي يسببه نوع من البكتيريا عديم الجدار الخلوي ويسمى ( الفايتوبلازما ) من نفس العائلة التي تصيب الليمون العماني و بسبب هذا المرض نتجت خسائر في كمية الإنتاج بسبب الانخفاض الحاد في نمو الخضري للنباتات المصابة وانخفاض العمر المتوقع للمحصول حيث تفشل النباتات المصابة في النمو وتموت بعد 3 إلى 4 سنوات كما يؤثر هذا المرض على إنتاج البذور عبر تثبيط إنتاجها مؤكدًا الحاجة المستمرة لإعادة بذر الحقول المصابة مشيرًا إلى تم تسجيل خسائر سنوية ناتجة عن المكنسة الساحرة تصل حتى 25 ٪ من غلة وانتاج القت.
وتستقبل انتاج البرسيم العديد من الأسواق المحلية والخارجية وهو يباع بالوزن وعبر تعاقد بعض المزارعين تعاقدا مباشرا مع أصحاب وملاك الحيوانات.