فاتَكَ القِطار
جنان بنت محمد بن خميس العريمية
لِـكمْ شَخص يتّسع هذا القطار؟
وهلْ فاتَني لِتأخُّري عَليه أمْ لامتلائه بالرُّكاب؟
وهلْ يستطيع هذا القطار أنْ يَصِل بِنا إلى كلِّ تِلك الأماكن في الآن ذاته؟
بالطبع لا.
لا يوجد مايُسمّى بقطار الحياة وله مَوعد أو زمن مُحدّد ليصل بكَ إلى ماتُريد، وإن كان، فاصنَع لحياتكَ قطارها الخاصّ، يبدأ بالتّحرك وقتَ ما شعرت أنتَ بأنّ الوقت قدْ حان، وأنكَ في أتمّ الاستعداد للخُطوة القادمة مِن حياتك.
فأنتَ لكَ توقيتٌ في الوصول إلى مُبتغاك حتى ولو سَبقكَ الآخَرون بخطواتٍ كانت أو أيام أو حتى سنين.
كلٌّ له زمن خاص و تواقيت لها مقاييسها المختلفة، فالدقيقة معك قد تكون ساعة لدى غيرك، والساعة بالنسبة لك لربما هي يوم في مقياس الآخَر.
لا تبدأ بالتحرك وأنت غير جاهز؛ فقط لأنّ أصدقائك قد وصلوا منذ مدة.
قد يكون محيطهم تَناسَب مع الوجهة التي استطاعوا الوصول إليها قبلك، وأنت ما زلت في تحضيراتك للمسير.
لنأخذ مثالاً مِن الواقع:
قُبِلتَ أنت وصديقكَ في نفس السنة في ذات الجامعة، بدأتما مشوار الدراسة معًا.
تخرج صديقك في خمسِ سنوات أما أنت فما زلت لم تُنهي مقراراتك الدراسية بعد، وتحتاج إلى سَنةٍ أُخرى لتتخرّج.
صديقك لا يزال يبحث عن وظيفة في نفس الأثناء التي تدرس فيها أنت، بعد سنة استطاع الحصول على عملٍ جيد، وأنت قد تخرجتَ في نفس السنة ولكن قد كُتبَ لك في
أقدارك أن تحصل على وظيفة بعد تخرّجك مباشرةً.
هوَ لم يسبقك وأنتَ لم تسبقه بل حدث ذلك؛ لأنه الوقت المناسب لكلٍّ منكما.
لهذا نستنبط أنّ لكلٍّ تواقيت خاصة وهي تحدث في أنسب اللحظات لها التي قدّرها الله لك.