بعد صيامنا سيكون غيثاً ..يُطَهِرُ أرضنا من الكرونا
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
ترابك يا بلدي
هذا العيد قاحلٌ
وليس ذاك من قحطٍ
ولكن الكرونا
قد حطت رحالها
ومن عمان أسكتت
أفواهنا أفراحنا
أطفالنا شيخونا
أعمالنا توقفت بل قننت
لقد حلّ البلاء دون توقف
لم نعد نطيقه
أغرقنا … أحبسنا
عن صحبنا .. عن أهلنا
فلم نعد نلتقي كي نحتفل
وعيدنا الفطر ينادي ينتظر
فالصبر له حداً يُطاق
فالمساجد أغلقت.. ومصليات العيد قد عطلت
غدت كلها مهجورة
وليس لها من يغدو يصلي
ولا يعيّد مبكراً صباحا
فلا صحاب لنا هناك
ولا ونيس منهم نلقتي
ولا خلٍ نزور ولا قريبنا
وبقينا في دارنا سجونا
فيا عيدنا عذرا
فماذا لعلّ الناس فيك تلتقي
وكيف يا عيدنا تكون
لنا وشاحا
فآهٍ يا بلدي
وآهٍ عيدنا
فليس لنا
حولاً من أمرنا
ولا أملاً يلوح بالقريب عاجلا
إنا نتوق لقياك لكن
منعنا هذا الكرونا الفتاكا
بالرغم من ذاك نصمد
وسيبقى الود وسامنا شعارنا
ولو كانت ظروف الدهر
منعتنا لقاك نحتفل
وسيبقى الخير
في النفس يعلو شأنه
وتسمو الأرواح شامخة
وللباري بدعواتها ناصعة
وتطلبه الشفاءَ منه معجلا
فرجاً لنا ومعافيا
تعمّ كل قطرٍ وكل شبر
من الكون كله
وبلادي عمان الغالي الممجد
وعاجلا بعون الله
سوف يكون
وصلنا ميثاقنا لا نفترق
دمت لنا عيدنا أفراحا
أشواقنا أطفالنا نقاك
فيا عيدنا الفطر مهلاً
لا تجزع وكن صبوراً
فإن الفجر لا محالة متنفسُ
وبحول الله غداً سينطق
فجرنا منادياً مهللُ
ونلتقي صِحابا.. أحبابنا بل أهلنا
مصابنا ليست نهاية
ولا قطعت أواصلنا الكرونا
سيمحو الله ظلمتنا لنحيا
وننثر ودنا غداً أفراحا
فطب يا عيدنا بنا مكانا
فلست أنت من أضحى سرابا
ولكن ستبقى ترش سعداً تستفق
ونحن نجدد الأفراح نسعد
نعطّر ذاتنا كراما
ونطلب روحنا تزهو جمالها
ونهديك عيدنا التهاني
والأماني كلها مزخرفة
لتبقى عيدنا نفحات تسمو
أفراحنا تعيد البلسما
آمالنا فيك باقية
من ربنا الرحمن آتية
فبعد صيامنا سيكون غيثاً
يُطَهِرُ أرضنا من الكرونا