2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

تأدبوا مع الله فنحن في غفلة

 

‏راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية

الأزمات والمحن والأمراض هي من جند الله التي تذكرنا بقدرته علينا بين عشية وضحاها .
وما يحدث حولنا اليوم من انتشار مرض عضال ينتقل بين بني البشر دون سواهم من خلقه ويفتك بهم لهو آية من آيات الله وعبرة وموعظة للمتقين، فصاحب اللب الفطن يعرف أن ذلك من غفلتنا وعدم تأدبنا مع خالقنا والاجتراء عليه بمعاصينا العظيمة التي خالفت كل القيم والأعراف وبلغت ما بلغت من صنوف الشرور التي تعيش فيها بشرية اليوم .
الحسنة تخص والسيئة تعم وسكوت الناس على الباطل هو ما أنزل عقاب الله على عباده .
واليوم ومع هذا الوباء المنتشر في العالم وتدميره أعتى العتاة والمتكبرين والذين انقلبوا صاغرين لقدر ربهم بدون استثناء أو مقدرة على الرد سوى الاستسلام المطلق لله والدعاء برفع البلاء عن العباد في تذلل وخشوع .
ومع هذا وذاك يجب أولا التأدب مع الله في معاملاتنا وأعمالنا وأفعالنا فكفى ظلماً وفجورا ومعصية .
فما وصلت إليه البشرية اليوم من مدنية زائفة محملة بروائح نتنة عفنة تحللت فيها كل قيم الدين والأخلاق والمعاملات الحسنة وباتت الأمور تحكمها المصالح والأهواء فانتشر البغاء وساد الظلم وكثرة المعاصي والحروب وتمت خيانة الأمانة في كل أمور العباد وسادت الرشوة وضيعت العبادات وكثرت الملهيات وعُق بالوالدين وتحللت المجتمعات وكثرت السرقات وبات الإنسان بلا هوية ولا دين يتأدب به مع ربه ومع عباده فكيف لا نرى آيات الله في خلقه تنذرنا بما وصلنا إليه من جهل الجاهلية عندما تشجع الموبقات ويترك الحلال .
هنا علمنا أن وعد الله آت فلا مرد منه ولا منجاة عنه إلا برحمة الله والتأدب معه من خلال أبواب التوبة المفتوحة في كل ثانيةً من ثواني حياة العبد والبعد عن كل معصية ودنيئة ورذيلة والفرار التام لرب العالمين بأمل قبول التوبة ومرضاة الله .
اليوم نقف جميعاً صاغرين لله رافعين أكف الضراعة والتوبة عن كل ما مضى من عمرنا معاهدين الله بالعودة الصادقة في طاعته بكل ما أمر والبعد عن كل ما نهى .
هنا سيرتفع البلاء ويسود الخير وتعمر الأرض وترفع الأوبئة والمخاطرات عن الكون أجمع وستتكامل جميع بقاع الأرض لصالح البشرية عندما توجه الثروات لخدمة البشرية وليس لدمارها الذي أحرق الأخضر واليابس وجعل الناس يموتون من الجوع والحروب والظلم فقد أن الأوان أن تتدارك البشرية جمعاء أخطائها فلا مناص من السعي للخير والبعد عن الشر والظلم والمكائد الخبيثة التي سادت البشرية من أجل حكم العالم فلا حاكم له الا الله ولا قادر عليه إلا الله مهما بلغت البشرية من تقدمها ورقيها فالأمر بيد الله .
توبوا وعودوا إلى الله وتأدبوا معه في السر والعلانية والمكره والمنشط فالله رؤفً رحيمٍُ بعباده .
اليوم نسأل الله أن يعجل بيوم لقائنا مع الأهل والأحباب والأصدقاء مستبشرين بالله رفع الغمة وزوال الوباء وأن يبلغنا الله رمضان ويرزقنا صيامه مؤدين فيه الفروض جماعات والتراويح جماعات في بيوت الله اللهم عجل ذلك ولا تؤجله فلقد تبنا إليك وهدنا إليك وصلى الله على سيدنا ‏محمد ‏واله وصحبه اجمعين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ختاماً أحبتي جميعاً رسالتي إليكم ؛ ‏تأدبوا مع الله فنحن في غفلة .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights