أكدوا على جودة الخدمات المقدمة مستثمرون وأصحاب أعمال : المنطقة الحرة بالمزيونة حلقة وصل بين منتجاتنا وأسواق اليمن وشرق أفريقيا
النبأ – مصطفى بن أحمد القاسم:-
تشهد المنطقة الحرة بالمزيونة، التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن خلال الأعوام القليلة الماضية تطورات متسارعة فيما يتعلق بتطوير البنية الأساسية وارتفاع عدد المشاريع وزيادة الحركة التجارية، حيث أكد عدد من المتستمرين ورواد الأعمال وأصحاب المشاريع على الدور الذي تلعبه المنطقة في رافد الاقتصاد العماني بصورة عامة وما ينعكس إيجابا على ولاية المزيونة وأبنائها بصورة خاصة.
وقد أكد مسلم بن سعيد زعبنوت، مؤسس وصاحب شركة العبور الآمن على أن البداية كانت عبارة عن فتح مكتب لتتبع معاملات المستثمرين في المنطقة الحرة بالمزيونة كاستخراج السجلات التجارية ومأذونيات العمل وتأشيرات للمستثمرين نيابة عن المستثمرين وتخليص كافة التصاريح اللازمة سوى لأصحاب الشركات أو العمالة لديهم، وتوسعنا فيما بعد وأصبح لدينا مكتب يقوم بتخليص البضائع للمستثمرين، ونسعى في المستقبل لتوفير جميع الخدمات التي تتطلبها الشركات العاملة بالمنطقة الحرة بالمزيونة كتوفير النقل لبضائع المستثمرين وتوفير خدمات المقاولات لتشييد مشاريع الشركات العاملة في المنطقة وتوفير الكثير من الخدمات التي أصبح من الضروري توفيرها من قبل اصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأضاف زعبنوت : بلا شك أن ولاية المزيونة كما هو معلوم ركيزة انتعاشها هي المنطقة الحرة بالمزيونة فالشركات اليوم أصبحت مصدر دخل الكثير من المواطنين في الولاية، فعلى سبيل المثال تجد اليوم انتعاش عمراني بسبب وجود طلب على استئجار البيوت من قبل شركات المنطقة، كذلك الطلب على شركات التأمين والصرافات والمطاعم والفنادق الراقية وعلى استجار وسائل النقل للمواطنين وأصبح الكثير من الشباب اليوم لديهم مشاريعهم الخاصة التي وفرت الكثير من الفرص الوظيفية لأبناء ولاية المزيونة، حيث تنوعت هذه المشاريع بين مكاتب الاستيراد والتصدير ، ومكاتب مقاولات البناء ومكاتب سند وتتبع المعاملات ومكاتب الشحن والتفريغ ومكاتب تأجير المعدات ، وكذلك تأجير وسائل النقل ومكاتب التخليص الجمركي ، والكثير من المشاريع التي أصبحت اليوم تنتجها الشركات العاملة بالمنطقة، ومن وجهة نظري الشخصية أجد أن المزيونة لها مستقبل باهر فهي تقع بالقرب من أكبر الاسواق الاستهلاكية وكذلك التسهيلات والحوافز والمزايا التي يجدها المستثمرين في المزيونة مغرية جدا لرجال الأعمال. أما محمد بن سعيد زعبنوت، أحد المستثمرين في المنطقة الحرة بالمزيونة، فيقول : بكل تأكيد يقف العماني مزهوا ومفتخرا أمام العالم بمنجزات النهضة العمانية، وما المنطقة الحرة بالمزيونة إلا ثمرة من ثمرات النهضة المباركة، وذلك من خلال ما تقدمه من تسهيلات محفزة ومشجعة للمستثمرين كالإعفاءات الضريبية والجمركية ونسبة التملك وغيرها الكثير إلى جانب موقعها الجغرافي المهم والمقومات المتعددة كالأمن والخدمات المتاحة، ونحن أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نشعر بهذه التسهيلات والخدمات على اختلافها ومدى انعكاسها على الحياة العامة في الولاية. في حين، أوضح محمد بن سعيد الحريزي، صاحب مؤسسة أبو شمائل الشاملة للتجارة، تقوم المحطة الواحدة في المنطقة الحرة بالمزيونة بعمل كبير سهّل على المستثمرين أمثالنا تخليص الكثير من الأعمال بسرعة ويسر، كما أن نطام إيداع الذي قامت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن بتنفيذه في المنطقة الحرة بالمزيونة، والذي يتم من خلاله تطبيق جميع القواعد والنظم المتعلقة بشأن ضوابط تشغيل المنطقة وإدخال كافة البيانات المتعلقة بالمستثمرين والبيانات المتعلقة بإدخال وإخراج البضائع من وإلى المنطقة الحرة، سهل علينا حل الكثير من الإشكاليات التي كانت تواجهنا في عمليات تشغيل المنطقة من خلال نظام يدوي، حيث يستهدف هذا النظام مستثمري المنطقة الحرة بالمزيونة، المستثمرين من غير المستأجرين في المنطقة، شركات التخليص، شركات الشحن، العاملين داخل المنطقة بالإضافة إلى زوار المنطقة، وهو نظام واضح ومرن وسهل الاستخدام. وأشار فايز بن عويضان المهري، باحث في المنطقة الحرة بالمزيونة أن موقع المنطقة الاستراتيجي يجعلها بوابة رئيسية لدول مجلس التعاون لدخول أسواق اليمن ودول شرق أفريقيا، مما جعلها بيئة استثمارية خصبة لجذب مجموعة من الصناعات المتنوعة وتوطين الرأسمال الوطني وخلق وظائف جديدة للمواطنين، ومن خلال الدراسة التي أجريها حاليا حول المنطقة، توضح أن هناك فرصا كثيرة لتدفق رأس المال الأجنبي إليها وزيادة عدد المشاريع وتوسع الأسواق المستهدفة بالإضافة إلى تعاظم دور المنطقة في تنويع مصادر الدخل القومي. ومن جانبه، قال مبخوت بن سليم المهري، صاحب مكتب ترويج تجاري في المنطقة الحرة بالمزيونة، أن المكتب يقوم على تسويق المنتجات العمانية التي يتم إنتاجها في مدينة الرسيل الصناعية وتسهيل دخولها إلى الأسواق اليمنية والأفريقية، ومن خلال عملي هنا، أرى أن مستقبل المنطقة الحرة بالمزيونة واعد جداً ومبشر بتطورات كثيرة في المستقبل القريب. من جانبها، قالت لطيفة الحريزي، رائدة أعمال من ولاية المزيونة وصاحبة مشاريع في المنطقة الحرة بالمزيونة، أن الاستثمار في المنطقة الحرة بالمزيونة له مستقبل مبشر جداً، نظراً لوقوعها في منطقة استراتيجية وبالقربة من أسواق تتميز بالكثافة العالية، فمن خلال أعمالي في المنطقة، وجدت أنها تنمو بسرعة ونجاح، والحمد لله، وذلك بفضل ما توفره إدارة المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن لنا وبعدها عن التعقيدات، حيث أن غالبية المعاملات معهم تتم إلكترونيا دون الحاجة للرجوع إلى المكاتب، وأضافت الحريزية : كوني من ولاية المزيونة ومتابعة للوضع العام فيها، أجد أن ولايتنا ونسبة كبيرة من ساكنها والحمد لله استفادوا من قرب المنطقة الحرة بالمزيونة، حيث أن هناك مجموعة كبيرة من رواد ورائدات الأعمال من الولاية، ناهيك عن توفيرها للفرص الوظيفية.
من جانبه، قال محمد جمال الجنيد، مدير مصانع مناهل السعيد في المنطقة الحرة بالمزيونة، بحكم موقع المنطقة الاستراتيجي، تصل منتجاتنا بسرعة إلى الأسواق العمانية واليمنية وكذلك الإمارات العربية المتحدة، ونسعى للتوسع والدخول إلى أسواق جديدة في المرحلة القادمة مع التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وما تقدمها من تسهيلات وخدمات للمستثمرين تشجع على النمو والازدهار، أما عمر فاتح خنفور، مدير الشركة المطورة للمنطقة الحرة بالمزيونة، فقال أن المنطور الرئيسي للمنطقة يعمل في المرحلة الحالية على التجهيز لإنشاء مجموعة من المشاريع الصناعية ذات القيمة المضافة لاقتصاد السلطنة مثل مشاريع الطاقة الشمسية والمشاريع التحويلية كالبلاستيك، بالإضافة إلى عدد كبير من المشاريع التجارية، التي تستهدف أكبر الأسواق المستهلكة في الوقت الراهن، وهو السوق اليمني. بينما يقول رجل الأعمال اليمني حمود الصباحي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة هيمنت ومستثمر في المنطقة الحرة بالمزيونة، أن المنطقة شهدت تطورات جذرية خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دفع بالمستثمرين اليمنيين والأجانب وضعها كخيار مناسب وآمن لمشاريعهم، حيث تتميز المنطقة بحزمة من التسهيلات والخدمات والتعامل مع عملائها طوال الأسبوع ولغاية التاسعة والنصف مساءً، الأمر الذي يسهل حركة نقل البضائع من وإليها، وأضاف الصباحي : أقولها وبكل أمانة أن المنطقة الحرة بالمزيونة أصبحت تعد مثل “السقاية” الطبية للأسواق اليمنية، حيث يمر عبرها ما يقارب 35 % من المنتجات الغذائية والدوائية إلى مختلف محافظات اليمن إلى جانب أن المنطقة الحدودية المجاورة لها من الجهة اليمنية بعد أن كانت تضم فندق واحد فقط منذ خمس سنوات، أصبحت اليوم تحتضن الكثير من المباني السكنية والأسواق المتنوعة على مساحة تتجاوز الـ 5 كيلومتر، وبعد التسهيلات الجديدة التي أعلنت عنها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، أرى أن المزيونة هي الوجهة المستقبلية في السنوات القليلة القادمة للحركة الاقتصادية في المنطقة العربية والقرن الإفريقي.
يذكر أن المنطقة الحرة بالمزيونة تقدّم مجموعة من الحوافز والتسهيلات، فهناك حوافز عامة وفقا لقانون المناطق الحرة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 56/2002 م ومنها الإعفاء الضريبي لمدة تصل إلى 30 عاما، والإعفاء الجمركي، وحرية تملك المشاريع لغير العمانيين 100% ، والإعفاء من الحد الأدنى لرأس المال المنصوص عليه بقانون الشركات العمانية، كما أن نسبة التعمين في المنطقة 10% فقط إلى جانب تسهيل وتبسيط إجراءات حصول المستثمرين غير الخليجيين على إقامة بالسلطنة، أما الحوافز خاصة بالمنطقة فمنها سهولة وصول الافراد والمتسوقين والمستثمرين للمنطقة دون تأشيرة دخول لليمنيين، وتسهيل عمل القوى العاملة اليمنية بالمنطقة دون تأشيرة عمل، بالإضافة إلى القرب من الأسواق اليمنية لوقوعها على الحدود مباشرة مع الجمهورية اليمنية الشقيقة، وغيرها من الحوافز والتسهيلات التي يحتاجها المستثمر.