كيف نحتفي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم
راشد بن حميد الراشدي
عضو جمعية الصحفيين العمانية
يهل علينا اليوم يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم يومٌ أشرق الكون بمولده فأناره ضياءً ونورا .
والمسلمون يحتفون في هذه الأيام بيوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع بقاع الأرض قاطبة باسترجاع تلك الحقبة المنيرة من ذلك العصر الذهبي وما حفلت به من أحداث عظيمة عم الخير بها على الكون بأكمله….
إن الاحتفاء بهذا اليوم المجيد يجب أن يكون بالعودة إلى الله أولاً واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيا ومحاسبة النفس ثالثًا والوقوف على ما يمر على المسلمين اليوم من فوضى عارمةٍ في فهم الدين حسب أهواء من ضل وأضلته نفسه الخبيثة حتى أوصلته للردى ويريد أن يُضل من حوله .
اليوم الذي سادت فيه غوغاء الظلمات أقطارَ العالم الإسلامي هي بسبب تأخرنا وتقهقرنا من بعد عزة ومجد وذلك بعدم اتباعنا المنهاج القويم الذي أكرمنا به الله من اتباعٍ للذكر الحكيم وسنة نبينا الكريم .
حروبٌ، وتخلفٌ عن ركب الحضارات، وأمراضٌ وأوبئة، وفتن كقطع الليل المظلم، وعصبية الجاهلية الأولى في تفتيت الأمة إلى طوائف يتقاتلون باسم الدين وهو بريء منهم، ويتناحرون في معظم بلاد المسلمين من أجل عصبية لمذهب أو عرق …..
إن المتتبع للأحداث حولنا يجب أن يعرف بأن الإسلام وما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو مغاير للواقع الذي نعيشه ونشاهده اليوم من فقد لمعظم تعاليم الإسلام بين شعوب باتت تبحث عن هويتها في تعاليم وتبعات مجتمعاتٍ رأسماليةٍ، همُّها الأول المال والحياة الدنيا بكل شهواتها وملذاتها؛ فبات المسلم بين خبط عشواء في مجتمعه ينساق لكل ركب بكلماتٍ منمقة بسيطة .
إن العودة إلى الله والوقوف مع النفس ومحاسبتها وإعداد النشىء إعدادًا سليمًا يظهر الحق ويمحق الباطل، واتباع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل ما أمره الله هو المقصد من هذا الاحتفاء الكريم وهو لُب العبادة، وما يعترينا اليوم سوف يتغير بإذن الله.
كل عام والأمة الإسلامية والعالم بأسره في خير وسعادة وسلام.
كل عام وعماننا الحبيبة في وئام،
وسلطانها وشعبها منبع خيرٍ للأنام.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .