“أحلَامُنا”
أزهار الضويانية
الأَحلَامُ التِي تُرَاودُنَا كُلَ لَيلَةٍ ، مَا هِي إلاَ نِتَاجُ أُمنِياتُنَا التِي تَملَؤُنَا، أُمنِيَاتنَا البَعِيدَة، تِلكَ التِي نَستَيقِظُ كُلَ صَبَاحٍ رَاكِضِينَ خَلفَهَا لِنلحَقَّ بِهَا، كَمَا لو أنَهَا القِطَار المُتَبَقِي فِي المَحَطَةِ، وبِدُونِهِ لا يُوجَدُ رِحلَة،
المُؤلِم أنَهَا مُجَرَدُ أحلاَم، لا تَعلَم إلىَ أي مَدىً سَتُرَاوِدُك، لا تَعلَم إن كَانَت سَتُصبِح حَقِيقَةً أم سَتبقّى مُجَردَ أحلَام ، وإلى أينَ سَتَصِل؟، وعِندَ أي ضَفَةٍ سَتَقِف؟،
ولَكِن مَا يُؤلِم حَقَاً هو أن تَتَوقَف هَذِهِ الأحلَامُ عَن زِيَارَتِك كُل لَيلَة، أو بِمعنَى آخَر عِندَمَا تَنتَهِي أَحلَامُنَا عِنَدَ نُقطَةٍ لا رِجُوعَ فِيهَا ،بِالرُغمِ مِن أنَكَ كُنتَ تَخشَى عَليهَا مِن أن تَمُوتَ وتَختَنِق، عِندَهَا سَتُصبِح كَالذِي أرهَقَ نَفسهُ لِيَبنِي مَأوَىً لَهُ ثُمَ يَأتِي أمر بِهدمِهِ دونَ أيةُ مُبَرِرٍ ، لتَبقَى فِي نِهَايَةِ الأَمر مُعَلقَاً لا يُوجَدُ مَا يُمكنَك فِعلَهُ، سوَى المُضِي قَدَمَاً فِي سَبِيلِكَ مُتَنَاسِيَاً، لَيسَ بِيدِكَ فِعلَ شَيئ سِوَى التَغَاضِي، دُونَ أن تَلتَفِت لِكَميَة الدَّمَار.