الأثنين:4 نوفمبر 2024م - العدد رقم 2312
Adsense
أخبار محلية

انطلاق ندوة متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن بين الإمكانيات والتحديات

مسقط – النبأ

انطلقت اليوم الأربعاء الموفق 6 /11/ 2024 م أعمال ندوة ” متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن بين الإمكانيات والتحديات”، والتي تستضيفها سلطنة عمان ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية لمدة يومين، وبالشراكة مع قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالجامعة العربية، وصنـــدوق الأمـــم المتحـــدة للســـكان، والمكتـــب الإقليمـــي للـــدول العربيـــة، ومنظمـــة مساعدة كبار السن العالمية، ومركز الإحصاء الخليجي.

ورعت افتتاح أعمال الندوة معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، ومن جانبها قالت: أن كبار السن هم كنوز من الخبرة والحكمة، وواجبنا اليوم تجاهّهم توفير كل ما يلزم ليعيشوا حياة كريمة تليق بمكانتهم، فالمجتمع الذي يحترم كبار السن ويقدرهم هو مجتمع يُبّنى على أسس متيّنة من القيم الإنسانية والوفاء، تلك القيم التي تربّينا عليها والتي أكد عليها قرآننا المجيد، وأضافت: نلتقي اليوم لنناقش أبعاد تنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن، ونتبادل الأفكار حول أفضل الممارسات لتعزيز جودة حياتهم، سواء من خلال توفير الرعاية الصحية اللازمة أو الخدمات الاجتماعية التي تعزّز اندماجهم في المجتمع ، ومتطلّعه إلى أن تكون هذه الندوة منبرًا للإبداع في طرح الحلول والمبادرات، والخروج منها برؤى عمليّة تترجم إلى سياسات ومشاريع تحقّق طموحاتنا في تحسين جودة حياة كبار السن.

تحديد التحديات

وتهدف هذه الندوة التي تقام في فندق معاني إلى متابعة الأبعاد الاجتماعية والسياسية في تنفيذ الاستراتيجية الصادرة عن القمة العربية في دورتها ال 30، ومناقشة خدمات الرعاية والحماية المقدمة لكبار السن، إلى جانب تحديد التحديات التي تواجه تنفيذ هذه الاستراتيجية وآلية الاستفادة من الإمكانيات المتاحة.

جوسلين فينارد

وشهد افتتاح الندوة تقديم عرضًا مرئيًا يعكس أهمية رعاية وخدمة بفئة كبار السن، وتقديم كلمة صندوق الأمم المتحدة للسكان ، وقال فيها جوسلين فينارد ممثل الصندوق لدول مجلس التعاون الخليجي بأن هذه الندوة تعد فرصة مهمّة لمناقشة التقدم المحرز لهذه الاستراتيجية ، والسعي لتوفير وزيادة الاهتمام بفئة كبار السن على المستوى الخليجي والعربي ، والتأكيد على أهمية العمل المشترك ومعالجة التحديات التي تعترض تنفيذ الاستراتيجية ، ومبينًا الإمكانيات والقدرات التي يمتلكها كبار السن ، ولضمان استمرارية دورهم الفاعل وتحقيق الرفاهية لهم من خلال وضع السياسات والخطط المناسبة ومتابعة تنفيذها.

طارق النابلسي

رؤية هامة

كما تضمن افتتاح الندوة إلقاء كلمة جامعة الدول العربية وقال خلالها طارق بن نبيل النابلسي مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية بالأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب : لدى سلطنة عمان رؤية وطنية هامة ، وهي رؤية عمان 2040 ، وبالقراءة المتعمّقة لهذه الرؤية نجد أنها تتماشى في الكثير من توجهاتها مع الاستراتيجية العربية لكبار السن ، حيث تطمح رؤية عمان 2040 إلى مجتمع ” إنسانه مبدع “، ومعتز بهويته ومبتكر ومنافس عالميًا، وينعم بحياة كريمة ورفاه مستدام”، وهو ما يتماشى مع رؤية استراتيجية كبار السن ، وأن لكبار السن في المنطقة العربية الحق في العيش الجيّد والمشاركة الفعليّة ، وكذلك مع شعار الاستراتيجية الذي ينص على كبار السن عطاء متواصل وحقوق مضمونة”، وكذلك مع رسالة الاستراتيجية التي تنص على ” مجتمعات عربية قادرة على توفير مقومات العيش الكريم والمستدام لكبار السن ، ومحترمة لحقوقهم دون فجوات “، ومضيفًا في كلمته بأن لدى الكثير من الدول العربية استراتيجيات وخطط وطنيّة هامة ، وبالبحث عن القواسم المشتركة نجد السبيل لتنفيذ استراتيجية كبار السن على المستوى الوطني ، ومؤكدًا على جاهزية الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالتعاون مع الشركاء وفي مقدمتهم صندوق الأمم المتحدة للسكان والمنظمة الدولية لمساعدة كبار السن على تقديم كافة أنواع الدعم اللازم لتنفيذ الاستراتيجية على المستوى الوطني انطلاقًا من المنظور الحقوقي الذي أكدت عليه هذه الاستراتيجية ووفقًا للمعايير الدولية وبما يعزّز الجهود العربية الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.

انطلاقة قوية

كما أوضح مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية بالأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في معرض كلمته بأن هذه الندوة تشكّل انطلاقة قوية لتنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن ، وما سيتم طرحه من تجارب للدول الأعضاء وأوراق عمل متخصّصة ستسهم بشكل فاعل في وضع الأسّس والمبادئ العامة لتنفيذ الاستراتيجية على المستوى الوطني وبما يحقق أهدافها السامية والمرجوّة الراميّة إلى تحقيق المصلحة الفضلى لكبار السن في الدول العربية وبما يعظّم – أيضا- الاستفادة مما لدى الكثير منهم من خبرات مميزة ، واختتم كلمته بعبارات التمنّي لكبار السن في دول فلسطين ولبنان وسوربا الأمن والسلامة وبما يمكّن من القيام بالتدخلات اللازمة التي تخفف من المأساة الاجتماعية والإنسانية والصحية التي يشهدوها ، واستقرار الأوضاع في الدول التي تشهد صراعات مسلحة ، وأهمية إعطاء الأولوية لهذه الدول وللدول الأقل نموًا بما يمكّنها من المضي قدمًا لتنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن.

عقب ذلك توالت جلسات عمل الندوة ففي جلسة العمل الأولى أستعرضت ورقة العمل الأولى ” الاستراتيجية العربية لكبار السن” من قبل طارق بن نبيل النابلسي مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والذي أوضح فيها بأن كبار السن من أكثر الفئات التي تتأثر سلبًا بالتغيرّات الاجتماعية والاقتصادية فضلًا عن تعرضهم للإصابة بالأمراض والفيروسات مع تطور وسائل التواصل البديلة ، والتي تعتمد على التكنولوجيا ، والتي تتيح التوعية في مواجهة الأزمات والأوبئة ، أو التواصل الاجتماعي والخدمي بصفة عامة ، فيجب الاعتراف بأن هذه الوسائل غير متاحة بشكل لازم على اعتبار بأن هناك عدد كبير من كبار السن لا يتحكمون في هذه التكنولوجيا أخذًا في الاعتبار وضع كبار السن في ظل وباء كورونا وازياد الوضع بين اللاجئين والنازحين في الدول التي تعيش في صراعات مسلّحة وعدم استقرار الوضع الأمر الذي أثّر على وصول المساعدات الإنسانية من مستلزمات طبيّة لازمة للتكفّل الصحي ، وكذلك الأغذية وتنفيذ برامج الحماية الاجتماعية بشكل عام ، وهذه المعطيات وغيرها تأكد حجم التحديات المضاعفة التي يواجهها كبار السن خلال هذه الأزمات والأوبئة والصراعات المسلّحة وتأثير ذلك على تمتعهم بحقوقهم في الاهتمام والرعاية الاجتماعية والصحية كباقي أفراد المجتمع، مما تتطلّب تحركًا وتعاونًا عربيًا ودوليًا، بحيث أن كبار السن يحظون باهتمام خاص في أي خطط أو استراتيجيات إنسانية دولية و إقليمية لمواجهة هذا الوباء، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى أن يعيش كبار السن من الجنسين برفاه في محيط دامج، ويتمتّعون بحقوقهم الاجتماعية والصحية، وحقهم في المشاركة الكاملة دون أي شكل من أشكال الإقصاء والتمييز.

وفي ورقة العمل الثانية تناولت ” الجوانب الفنية للاستراتيجية العربية لكبار السن وفقًا للمعايير الإقليمية والدولية” والتي تطرق فيها الدكتور صلاح بن فرج عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجمهورية التونسية، والمتمثّلة هذه الجوانب الفنية في مجموع الشروط والمعايير التي يجب اعتمادها في إعداد الاستراتيجيّة المراد وضعها لتكون مستجيبة للانتظارات التي تمّ إقرارها، واستعراض المبادئ الدوليّة والإقليميّة ذات الطابع الحقوقي التي تمّ اعتمادها في إعداد الاستراتيجية.

وفي جلسة العمل الثانية للندوة تطرّقت ورقتها الأولى حول ” دور المنظمة الدولية لمساعدة كبار السن في مساعدة الدول العربية على تطوير وتنفيذ استراتيجيات كبار السن في المنطقة العربية” من قبل كريس مكفيور المدير الإقليمي في أوراسيا والشرق الأوسط بالمنظمة الدولية لمساعدة كبار السن ، وكذلك ورقة العمل الثانية بعنوان ” بناء نظرة شاملة للتعمّر وحالة كبار السن من خلال حقوق الإنسان” وذكرت فيها مايا أبي شاهين خبيرة المنظمة الدولية لمساعدة كبار السن وصندوق الأمم المتحدة للسكان المجالات العشر لحقوق كبار السن التي تتطلّب اهتمام خاص كالحق في المساواة وعدم التمييز، والحق في الاستقلاليّة، والحق في التحرّر من العنف وسوء المعاملة والإهمال، والحق في الدعم والرعاية للعيش المستقل، والحق في الصحة، والحق في الوصول إلى العدالة، والحق في الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي وغيرها ، واختتمت جلسة العمل الثانية بورقة العمل الثالثة، والتي قدم خلالها ” ملف سلطنة عمان حول كبار السن”.

وتستكمل الندوة اليوم (الخميس الموافق 7/11/2024م) بجلسة العمل الثالثة، وذلك من خلال تقديم ورقة عمل بعنوان ” الإدماج الرقمي لكبار السن ومعالجة التمييز العمري بالرقمنة”، وورقة ثانية حول ” كبار السن في أجندة التنمية العالمية والإقليمية”، إلى جانب ورقة العمل الثالثة عن ” قاعدة بيانات حول كبار السن في دول مجلس التعاون الخليجي من أجل وضع سياسات قائمة على الأدلة”، وتشهد جلسة العمل الرابعة استعراض تجارب كلًا من سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية العربية السورية في شأن اهتمامها وخدمتها ورعايتها لكبار السن.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights