حاوره/محمود الخصيبي
بدأت قصة عبدالرحمن بن مسلم الرقمي في بيئة مليئة بالإيمان والتشجيع. فقد كان لديه عائلة تحثه على تعلم القرآن وتعلُّم قيمه وأخلاقه. كانت والدته تغذّيه بجرعات من الحكايات الجميلة عن السلف الصالح الذين واظبوا على حفظ القرآن وتطبيقه في حياتهم. وفي كل مساء، كان يجلس في غرفته ، محاطًا بأوراقه وأقلامه، يكرّس وقته وجهده لحفظ الآيات وكان أيضا في المساء يذهب الى حلقات القران الكريم والمحاضرات
لم تكن رحلة الحفظ سهلة. فقد واجه عبدالرحمن تحديات وصعوبات عدة، مثل النسيان أو عدم القدرة على التركيز. لكنه كان يملك إيمانًا قويًا وعزيمة متجددة، مما جعله يتجاوز كل تلك العقبات. كان يكرّس أوقات فراغه للدراسة والمراجعة، مستعينًا بالله في كل خطوة. هذا الالتزام الذي أظهره كان بمثابة نتيجة لمثابرته واجتهاده.
ومع مرور الوقت، بدأ عبدالرحمن يجني ثمار جهوده. لقد تعلم كيف يتحكم في نفسه، كيفية تنظيم وقته، وكيف يكون مثلاً يُحتذى به لقرنائه. الحفظ لم يعزز فقط معرفته بالقرآن، بل أيضًا عمّق من اعتقاده ومشاعره الروحية. أصبح يعيش معاني الآيات ويطبقها في حياته اليومية، مما جعله يشعر بالسعادة والسكينة الذي لا يمكن وصفها.
عندما أتم حفظ عددٍ من أجزاء القرآن، لم يشعر بالفخر بنفسه فقط، بل شعر أيضًا بأنه أصبح جزءًا من تاريخ عظيم يمتد عبر القرون. كان يشعر بمعنى كلماته وهو يتلوها، وحرص على نقل هذا الشغف وحث الآخرين من أصدقائه على حفظ القران ايضا