خبير البروتوكول والإتكيت يوسف الحسني : تتميز بروتوكولات سلطنة عمان بالدقة والتنظيم ، والبساطة هو دستور الإتكيت .
حاوره : سعيد الهنداسي .
– لكل دولة بروتوكولها الخاص ولا تخلو دولة بدونه.
– زرياب هو عراب الإتكيت الإسلامي في القصور.
– الدورات تدريبية وقراءة الكتب عناصر مهمة للتغيير.
الدكتور يوسف الحسني خبير الإتكيت من الأسماء العمانية التي أصبح لها اسمها البارز في عالم الإتكيت والبروتوكول ،وله مشاركات محلية ودولية ، كما قدم عدد من الدورات والورش التدريبية والذي كانت بدايته عام 2011 من كلية الرستاق.
عالم جميل:
يتحدث بعدها الدكتور يوسف الحسني معنا عن عالمه الجميل قائلا : عشقت فن الاتكيت وخضت العديد من المراحل التدريبية فقد تدربت على إتكيت الضيافة مع مدربة القصر الملكي البريطاني جيني بيري ، في مدرسة الاتصالات الدولية ” بالمملكة المتحدة ، بعدها أحببت هذا الفن وحصلت على درجة مستشار في الإتكيت والبرتوكول من أكاديمية لندن للاتكيت والبرتوكول الدولي.
التعريفات الثلاثة :
ويواصل حديثه عن التعريفات والفوارق الثلاثة بين الإتكيت والبروتوكول والبرستيج قائلا : الإتكيت هو علم السلوك الراقي والذوق الرفيع ، يتحلى به الإنسان ليصبح سفير وطنه ودينه وأسرته ، بينما البروتوكول هي قواعد يتبعها الإنسان في حياته، ونظام ، والبرستيج هو الإطار العام للفرد والتي تنظمه عدة نقاط أهمها : الوضع الاجتماعي ، المستوى التعليمي ، المنصب والعمر
بروتوكولات الدول :
ويأخذنا الدكتور يوسف الحسني برحلة الى بروتوكولات الدول وما يميزها قائلا : كل دولة لها برتوكولها الخاص ، ولا توجد في اعتقادي دولة تجردت من البرتوكولات وإلا أصبحت دولة ليس لها نظام تتبعه المستويات الرسمية والمجتمعية ، ولكن قد يكون طرف أكثر التزاما وتقيد بالبرتوكول أكثر عن الآخر ،
عراب الإتكيت :
ويواصل حديثه بقوله : وإذا ما أردنا ان نتحدث عن التاريخ تعتبر شخصية علي بن نافع الموصلي ( زرياب ) الشخصية الإسلامية في الأندلس والمعروف بعراب الإتكيت الإسلامي ، هو من استحدث أنظمة القصور الملكية في اللبس والموائد والموشحات الإسلامية ، والتي كانت جاذبة لدول العالم وبالأخص الانجليزية والتي كانت تبعث بوفود الى الأندلس حتى تتعلم الإتكيت والبرتوكول الإسلامي.
بروتوكولات سلطنة عمان:
وعن البروتوكولات التي تتميز بها بلادنا يشير إليها بقوله :سلطنة عمان تتميز بعديد من البرتوكولات والمعروفة بالدقة ، أولها التنظيم الدقيق ما قبل الزيارات عبر وفد المقدمة والتأكد من جميع الجوانب البرتوكولية والتي تضمن إنزال الضيف منزلتهُ الوافية ، ومن ثم الالتزام الضمني في (الإستقبال والإصطحاب والإجتماعات والمجاملات والتوديع ) ، كذلك التقليد الجميل في الضيافة العمانية بتقديم الحلوى والقهوة العمانية ، والتي تضفي الطابع العماني المميز، ومن جانب آخر نجد اللبس في الجانب الرسمي عبارة عن الدقلة العمانية في المآدب ، او لبس الخنجر العمانية في المناسبات الرسمية ، جميعها ترمز الى الطابع العماني الجميل والمميز أمام المجتمعات الدولية والجانب السلوكي والأخلاقي للشعب العماني.
دور الإعلام:
وحول الدور الذي يلعبه الإعلام في رسالة الإتكيت أضاف :الاعلام هو السلطة الرابعة ويُعد من أقوى الوسائل المساندة في نشر ثقافة الإتكيت والأخلاق العظيمة ، حيث أن الإعلام كذلك جزء مهم في عناصر برمجة عقل الإنسان المتلقي لها ، لذا من المهم جداً تخصيص مساحة كافية لبرامج الاتيكيت والأخلاق العظيمة لمجتمعاتنا .
مواقف طريفة :
وعن المواقف الطريفة التي مر بها يشير إليها بقوله : مواقف عديدة ، ومن أهمها عندما يتم استضافتي في قنوات او ضيافات او احد يتواصل معي بالهاتف، ألاحظ حجم التوتر عند البعض لأنهم يعتقدوا أنهم يجب ان لايقعوا في أي خطأ أمام خبير إتيكيت، فأذكر اول استضافة لي في قناة أم بي سي في برنامج صباح الخير يا عرب، مع الإعلامية المتألقة لجين عمران والإعلامي خالد الشاعر ، منذ وصولي للأستوديو ، صارحوني بحجم قلقهم من حدوث أي خطأ أمامي وارصده ملاحظة عليهم ،ولكن الحقيقة هي العكس ، أن أهم دستور للإتكيت هو البساطة ، فأنا شخصياً أعشق البساطة ولست متكلفاً ، وقد تقع مني أخطاء عديدة مثل بقية الناس.
الدورات التدريبية:
ويختم الدكتور يوسف الحسني حديثه عن أهمية الدورات التدريبية في الاتيكيت قائلا : من أهم عناصر التحسين والتغيير هي مجالسة الصالحين وحضور دورات تدريبية وقراءة الكتب ، ولكن الدورات لها أثر كبير بسبب التعليم والتطبيق العملي الذي يرسخ المعلومة والمهارة ، شخصيا تغيرت بسبب الدورات التي احضرها ، والآن أجد هذا التأثير والتغيير في المتدربين الذين يحضرون معي، فأجمل عبارة اسمعها بعد نهاية إي دورة ” شكراً لك لأني تغيرت وتحسن أسلوبي مع أهلي وأصحابي” هذي الجملة كفيلة ان تطفي كل التعب والجهد الذي ابذله .