حليمة بنت حمد اليعقوبية
هل يوجد ألمٌ في الدنيا أكثر وجعاً من شعور الحريق؟ بما فيه مم وجع واستنكار ونيران غاضبة، ونوبات من ثورة المشاعر بسبب تصرفٍ
أو انتظار يهزم روحك، يخنقك، ويُنزل دموعك، يُشعرك بالعذاب بين البشر أشدّ من ظُلم السِّحر الذي يفعله بك إنسانٌ تجرّد من الإنسانية، بقلب من حجر.
كيف يكون طعم المرار الذي يذيقه لك أغلى إنسان عليك؟
يسقي السمّ بيَد، وبيده الأخرى يسقيك كأس الماء.
أيّ قلبٍ تحمِل بين أضلاعك؟
تراقبني كيف حالي؟ وتطئمن أني ما زلت بخير.
روحي ترتجف، والآهات في قلبي كبيرة، تشقّ هدوء الغرفة.
كنتُ أعاني من آلام رفضك، جروحك، وبيدك الأخرى تواسيني.
لا تعلم، لأنك لم تتذوق المرار يوماً، لا تعلم كم هي الأمنيات عظيمة، ولا عدد الليالي التي انتظرت فيها شروق الشمس،
لم تعرف شيئاً عن حرقة الشوق، لا تعرف معنى أن تتأمّل من تحب من خلف الشاشات.
أن تسترق السمع إليه عبر الأثير.
وهو ماذا يقول عني؟
هدئ من روعك، ما للحب من آهات، أنتِ أقوى من انهزام الروح، وخضوع القلب.
آهاتي عميقة، جروحٌ وندوبٌ ملوّثة، أخيطها نازفة، وأصمت وأتحمل،
وأعود إليك لأتحمل في قلبي، وعلى عاتق قلبي همومك كلها.
لا أستطيع أن أسمح لنفسي يوماً ما أن يطول الخصام،
ولا أحب أن تستمر عقارب الساعة بالدوران، وقلبك يحمل مشاعر حزن، أو إلقاء اللوم على ذاتك.
لأن قلبك قطعة من قلبي، أشعر بها تماماً كأنها تتنفس داخل أعماقي، أعشق عذابك.
