ندوة التوفيق والمصالحة بين الواقع والمأمول
إبراء – النبأ
نظم مكتب والي إبراء بمحافظة شمال الشرقية ندوة وذلك لاستعراض النصوص التشريعية التي تتماشى مع رؤية عمان 2040 وذلك من خلال إبراز القوة التنفيذية للجان التوفيق والمصالحة بالمحاكم في سلطنة عمان وذلك من خلال محاضر الصلح الموثوقة من قبلها.
كما حضر الندوة والتي أقيمت تحت رعاية سعادة الشيخ علي بن أحمد الشامسي محافظ شمال الشرقية أصحاب السعادة الولاة بمحافظة شمال الشرقية وعدد من المكرمون أعضاء مجلسي الدولة والشورى بالمحافظة وكذلك مديرو المؤسسات بالقطاعين العام والخاص، وأعضاء المجلس البلدي بالمحافظة ، والمواطنون والعاملون في دوائر التوفيق والمصالحة وأقسامها في ولايات المحافظة، وعدد من الدارسين والباحثين الأكاديميين وطلبة كليات الحقوق في سلطنة عُمان والمهتمين.
وفي هذا السياق للندوة علق مدير دائرة التوفيق والمصالحة بمكتب والي إبراء محمد بن حميد الحارثي أنه” منذ انطلاق العمل بالتوفيق والمصالحة وهي قائمة بدور تقديم الحلول الجذرية للقضايا الشائكة بين الخصوم حيث قامت برأب الصدع بينهم الأمر الذي اكسب لجان التوفيق والمصالحة القبول الاجتماعي اعتمادا على نهجها القويم المستند لحكم الله وشرعه ومنهاجه في هذه الحياة وامتثالا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ” أكد فيها الحارثي أن اعتماد هذه اللجان وقبولها بين الخصوم أعطى نتائج إيجابية في فض الخصام وتقليل اعدادها كقضايا المعاملات المدنية والأحوال الشخصية.
كما تخللت الندوة ورقتي عمل، قدم الورقة الأولى الدكتور محمد بن سيف الشعيلي باحث شؤون قانونية أول بالمحكمة العليا ومحاضر أكاديمي، جاءت ورقته بعنوان “لجان التوفيق والمصالحة في ميزان النصوص التشريعية وفق رؤية عُمان 2040 ” تحدث فيها تشكيل لجان التوفيق والمصالحة ودورها في فض النزاع والخصومات بين الاطراف وآثارها الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية وأتت الورقة في محورين من أساسيين تحدث الشق الأول فيه عن مفهوم التوفيق والمصالحة دلالاته وأعاده التاريخية والتجارب الدولية له والتجربة العمانية كنموذج أصيل، فيما تطرق المحاضر في المحور الثاني إلى إبراز مظاهر الرؤية المستقبلية للجان التوفيق والمصالحة وذلك من خلال البرامج والمبادرات والمشاريع التي تضطلع بتنفيذها ورسمها مختلف الجهات والمؤسسات المختصة بهذا الشأن وفي مقدمتها وزارة الداخلية من خلال مخرجاتها لتطبيقها على رؤية عمان 2040 وخلصت الورقة إلى بعض التوصيات والنتائج التي تسهم في عجلة التطوير لعمل لجان التوفيق والمصالحة.
اما الورقة الثانية في الندوة فقدمها الدكتور عوض بن عبدالله الحرملي محامي وأستاذ مساعد بجامعة الشرقية وكانت بعنوان” القوة التنفيذية لمحاضر الصلح الموثقة من لجان التوفيق والمصالحة” تحدث فيها عن مفهوم و أهمية الصلح في التشريع والنظام القضائي العُماني والذي يعمل على إنهاء النزاع بين أطرافه بحلول ودية تحافظ على العلاقات الاجتماعية وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح في المجتمع، كما تطرق المحاضر حول قوة الصلح وشروطه القانونية الذي يجعل من قوة الإبراء لدية جامعا مانعا وكاملا من خلال الصياغة القانونية له كما أكد الحرملي أن نشر الثقافة القانونية والتوعية المجتمعية بها هو الخيار الأول لفض المنازعات.
كما تشير الإحصائيات المتعلقة بعدد طلبات التوفيق والمصالحة للقبول من قبل الخصوم حيث بلغ عدد الطلبات الإجمالي 7356 وذلك خلال الفترة من 2006-2022. كما سجلت دائرة التوفيق والمصالحة بإبراء وأقسامها في ولايات المحافظة ما يزيد عن 21 ألف طلب تمكنت الدائرة من حسم 19 ألف طلب وهو ما يمثل 95٪. وجدير بالذكر أن هذا النهج المتبع تمكن من تخفيف عن المحاكم وذلك بنسبة 40٪ لعام 2022.