محاضرة تفاعلية تجوب مساجد وجوامع ولاية الرستاق في شهر مضان
الرستاق – محمد بن هلال الخروصي
إستضافت عدد من الفرق الأهلية التابعة لنادي الرستاق وإدارات الجوامع والمساجد بولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة المحاضرة التفاعلية بعنوان ( ثم تولى إلى الظل) والتي يقدمها المهندس هارون بن ناصر العوفي حيث تتناول المحاضرة العديد من المحاور المتعلقة بتنظيم الحياة الشخصية والتخطيط للمستقبل وقد استوحى المحاضر العنوان من قصة نبي الله موسى الذي تولى إلى الظل فكانت لحظات فارقة في حياته بين حياة مليئة بالتجاذبات والخوف في مجتمع مشحون وبين حياة العمل والاستقرار العائلي وانطلاق الدعوة لله ولذلك لابد لكل مسلم أن يأوي إلى الظل فيتأمل في حياته ويعيد حساباته ويرتب أولوياته ليخرج بمسار واضح يأخذه للاستقرار حيث الهدف الواضح والجهود المنتظمة بعيدا عن المشتتات للوقت والفكر والجهد والمال وهنا نستحضر تلك الحادثة التي جرت النبي موسى إلى خصام بين شخصين حيث أراد مساعدة الذي من قومه وتلك من المشتات التي حادت به فهاجر وعلى الإنسان بعد تحديد هدفه وأولوياته أن يتوكل على الله مع ضرورة التمسك بالدعاء والاحتراز بالأوراد المأثورة عن النبي فالحياة مزيج من الخير والشر وعلى المرء أن يعرف الشر ومواطنه ليحذر منه ويتجنبه ويأخذ بالأسباب التي تصرفه عنه وتقلل من أثاره عليه كما أنه يعرف مواطن الخير ويسعى لها وبعدها يتحدث المحاضر عن لمحات وخواطر في سورتي الفلق والناس التي هي من أعظم الورد الذي ينبغي المحافظة على قراءتها فالسورتين تناقشان المخاطر المباشرة وغير المباشرة التي قد يتعرض لها الإنسان كما تبدأ السورتين بلفظ قل الذي يفيد التحذير وضرورة الانتباه وفي سورة الناس نستعيذ بالله بثلاث صيغ مختلفة للاستعاذة من الوسواس الذي قد يحمل الشخص على إيذاء نفسه أو الآخرين وكذلك يدخله في إشكاليات وخلافات مربكة هو في غنيً عنها وعادة ما يكون الوسواس على شكل نوبات تتزايد وتخنس وتقل أو تختفي بحسب حجم الحوار والجدل الداخلي للإنسان وكذلك تحريض الخارج له من الناس والجن وكم انجر الإنسان لمواقف وردود فعل بسبب الوسواس ثم تحسر وندم كما تتكرر كلمة الناس في السورة لبيان أن التفاعل مع الناس من ضروريات الحياة وقد ينتج عنها تأثيرات وانعكاسات مختلفة وعلى الفرد أن يلتزم بمبادئه ويستمسك بالأخلاق والدين الذي ينظم التعامل والمعاملات وأما سورة الفلق فتناقش المخاطر المباشرة التي قد يتعرض لها الإنسان وتبدأ بالاستعاذة برب الفلق لأنها تكون مخاطر واضحة ومعلومة لدى الناس ومنها المخلوقات التي تحمل الشر بطبعها وفي أصلها كالحيات والعقارب والفيروسات وبعض البكتيريا وكذلك النباتات السامة والضارة والمواد القاتلة وأما الغاسق فهو كل أمر غامض ومبهم لم يكن في الحسبان ولا التوقع إذا حدث ووقب فجأة ومنه الزلازل والأعاصير والحرائق والحوادث وكذلك العوارض الصحية المفاجأة والأزمات المالية أو الصحية فهي مصارع السوء وتحول العافية وسوء المنقلب وأما النفاثات فتشمل كل الأشياء التي تزيد الوضع سوءً وتعقيداً فهي تنفخ في العقد والإشكاليات لتزيدها تعقيداً وسوءً ومنها استغلال الظروف الصعبة واحتياجات الناس فيزيد الطين بله ويزيد النار حطباً بدل من التعاطف والمساعدة بهدف الابتزاز والاحتيال والاحتكار والمؤامرات فمصائب قوم عند قوم فوائد كما يقال ولذلك يستعيذ الإنسان من قهر الرجال وغلبة الدين والفتن ما ظهر منها وما بطن وأنا الحاسد فهو صاحب النفس الضيقة التي لا تحب الخير للآخرين فهو كل من يعرقل الأمور ويقف حاجزاً دون تمام المواضيع ووصول الخير فهو يتحول إلى مقاتل متى ما بدأ بالحسد
والجدير بالذكر أن هذه المخاطر قد تقع بين الأفراد والمؤسسات والشركات وربما الدول وحياة موسى تتضمن هذه المخاطر ومنها الآيات التسع التي منها القمل والدم والغواسق كالطوفان والقرار الجائر بقتل كل مولود ذكر .