جدة الحراسيس.. مفردات طبيعية ساحرة
كتبت – سميحة الحوسنية
تصوير / سالم المحاربي
عرف عن الانسان العماني الأصيل منذ القدم ارتباطه الوثيق بالطبيعة العمانية الساحرة والتي تتميز بالكثير من المفردات التي تتناغم على أوتار أصوات الطبيعة التي يعشقها الكثيرون ممن يبحثون عن الهدوء والعيش في أحضانها.
هناك في جدة الحراسيس في ولاية هيماء بمحافظة الوسطى، حيث الطبيعة الساحرة التي تطل على شرفات محمية المها العربي وحيث تنمو أشجار السمر لتكون ملاذًا تستظل بها حيوانات المها في محمية الكائنات الفطرية.
الشيخ خالد بن سالم الحرسوسي من منطقة بومضابي… يقوم بجهود تطوعية متواصلة من أجل إعادة بعض أشجار السمر إلى طبيعتها وخاصة عند التعرض إلى الأنواء المناخية من رياح وأعاصير شديدة والتي كثيرًا ما كانت تقتلع العشرات من أشجار السمر في هذه المحمية في الأعوام الماضية حتى كاد بعضها أن يموت لما يصيبها من انحناءات تهددها بالإنقراض، فكم تزهو المحمية بجمالها وخضرتها واحتضانها للحيوانات وخاصة وقت الظهيرة، حيث ترتفع درجات الحرارة فتأكل من أوراقها والتي تعطي فائدة كبيرة لتلك الحيوانات وبها تستظل، ويشيد بتلك الجهود المبذولة من قبل الحكومة الرشيدة والمواطنين في المنطقة لإهتمامهم بتلك الأشجار من خلال سقيها والإعتناء بها وبجهود ذاتية و بطريقته الخاصة قام بعملية جذب الأشجار بعد ميولها وانحناءها إلى الأرض من خلال تطويقها بحبل وشدها بسيارته، ثم يقوم بلف أغصانها مع بعضها البعض ويثبتها بعمود حديد حتى تبقى مستقيمة ويحرص على سقيها يومًا بعد يوم بالماء حتى تنبت من جديد. فكم كانت فرحته عارمة كلما شاهد أشجار السمر استاقمت كعادتها ورجعت للحياة من جديد.
ولخبرته بما تحويه الطبيعة من ثراء سياحي وكل ما من شأنه أن يحافظ على جمالها يأمل من الجهات الحكومية والخاصة أن يتحقق التعاون بينهما لإبداء المشورة والرأي من أجل هذه المحمية لظهورها بجمالها ورونقها وتكون محط جذب للكثير من السياح.