حصول رواية عماني في جيش موسوليني على جائزة الإبداع الأدبي التشجيعية ونفاذ طبعتها الأولى
حاوره : أحمد بن سليم الحراصي
(تراني أدركت، لحظتئذ، أن التاريخ كله قد يُختصر في ذاكرة أو في رسالة. أنت وحدك كنت تعرف أن ماضياً مثل هذا لن يكون حبيس خلايا ستموت بموت صاحبها. ألم يعد ضرورياً أن أضع عليها شيئاً من طفولتي؟ شيئاً من ذاكرتي معك. ها أنا أعود لأرسمكما معاً في لوحتي، شيءٌ يتعدى الإبداع إلى الجنون ويتجاوز المنطق إلى الخيال) نص من الرواية.
ماجد شيخان بدأ هنا وأعتقد أنه وصل،،، تعليقًا نشر في تويتر.
لا تزال رواية عماني في جيش موسوليني لكاتبها ماجد بن شيخان السيابي تحدث ضجيجًا واسع الانتشار حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام منذ صدورها وعرضها لأول مرة في معرض الكتاب عام 2020، الرواية التي أخذت حيزًا كبيرا من الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي بين العديد من القراء سواءً من الداخل المحلي أم من الخارج.
الرواية التي حصل من خلالها كاتبها الروائي ماجد شيخان على الجائزة التشجيعية من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي لعام 2022، حتى أن الطبعة الأولى من الرواية قد نفذت وتم إصدار الطبعة الثانية هذا الأسبوع، رواية عن قصة حقيقية لرجل من عليا الجبال لكن القدر ساقه لمتاهات ومغامرات خطيرة وكل هذا بحثًا عن التجارة والمال التي يراها (خلف) في الصومال لكن سرعان ما يرى نفسه أمام فوهة المدافع من الثوار والمستعمر الأوروبي، أخذنا هذا الاهتمام الكبير للرواية للحديث مع ماجد شيخان عن سبب نجاح روايته وعن شعوره عن ما حققته الرواية من بعد كل هذا، وهنا نص حوارنا بعد السلام والشكر على قبوله دعوتنا في استضافته بجلسة حوارية ننقله لكم مع الروائي ماجد شيخان.
بدايةً نحن لم نتكلم عن الرواية؛ لأن الرواية معروفة ومن لا يعرفها يجدها في مساحات واسعة من الحوار في برامج التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، فقد سألناه عن اعتقاده عن الرواية وهل حققت الهدف الذي تسعى إليه خاصةً وهو القائل في نص من الرواية (أردتها أن تصمد إلى النهاية، إلى الورقة الثلاثمائة لأقدمها مشروعا حياً للأجيال القادمة، عطاءً لا ينضب، فرصاً لا تنتهي، وذاكرة لا تبلى).
-أجابنا أن هذا السؤال ربما، الأجدر أن يُجيب عليه الجمهور -القارئ للرواية- على كل، قد لا يكون هناك هدفًا محددًا، أبحث عن تحقيقه في النص الروائي، بقدر ما أمرر الفكرة، وأتبنى القضية، وأرصد بعد ذلك ردات الفعل عليها. وإذا ما كان ذلك هو الحال، أعتقد نعم، إن الفكرة والقضية وجدتا طريقهما بين قرّاء الرواية.
– وعن سؤاله عن سبب نجاح الرواية في رأيه والذي جعل من الرواية معروفة للكثير من القراء، وهذا واضح بدليل انتهاء الطبعة الأولى من الرواية وهل يظن أن الأسلوب الخاص هو سبب أم أن هناك شيء آخر مثل الفكرة قد تكون سببًا أيضًا.
-أجابنا، أعتقد أن كلا السببين ساهما في ذلك، قد تكون القصة التي دارت حولها أحداث الرواية باعثة لاستفهامات عديدة، ناهيك عن تلك الرغبة التي قد تتملك القارئ لمعرفة الحقيقة من الخيال، وربما نتجاوز هذا المعنى بالقول، أن السياق الزمني الذي جاءت فيه الرواية، ينبئك أنه لا شيء يختلق من عدم، كتلك الصورة التي حاولت إحدى الشخصيات في الرواية تمزيقها لمعرفة ما ورائها من أحداث.
-وفي سؤاله عن شعوره وهو يتسلَّم جائزة الإبداع الأدبي التشجيعية من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وهل يرى أنها شجعته في المزيد من التأليف الأدبي في قادم الأيام؟ وهل من الممكن أن نرى له رواية أخرى تحمل اسمه.
-أجاب باقتضاب، شعور جميل أن يجد النص الذي كتبته قَبولاً لدى القائمين على الجائزة، وهو دافع لبذل المزيد من العطاء في القادم، ومثمناً للقائمين على هذه الجائزة ثقتهم في النص الروائي. أما فيما يتعلق بالجديد، فقد قال: لا أستطيع أن أحدد موعدًا محددًا، كل شيء رهن ساعته، عندما أجد أن الوقت حان لكتابة الجديد سأعكف عليه مباشرة.
-ثم سألناه عما إذا تلقى إشادات من كبار الكتاب والأدباء أو حتى من المسؤولين الكبار في الدولة عن الرواية يعتبرها وسامًا على صدرك وما هي هذه الإشادات التي تلقاها وماذا كان كلامهم عن الرواية.
-يجيبنا ماجد بتواضع الأدباء، بادئ ذي بدء، دعنا نلخص كل الذين ذكرتهم “بالقارئ”، فهي كلمة تجمعهم كلهم على صعيد واحد… نعم وجدت الرواية استحسان من قرأها وتلقيت الكثير من ردات الفعل التي أثلجت صدري، وهناك أيضا من قدَّم النقد البنّاء فأضفى رونقًا آخر لاستحسانه ومديحه… ولا أخفيك سراً، أني وكون الرواية هي باكورة أعمالي الأدبية، أعير اهتمامًا خاصاً لردات فعل القرّاء؛ كونها فرصة رائعة لقراءة النص بأوجه عديدة، فالكاتب ينتهي دوره عندما يتوجه النص لدار النشر، فيبقى أنه ينظر إلى الكيفية التي سيقرأ به القارئ نصه الذي كتب. وكذلك هي فرصة للتطوير والبحث عن الأفضل.
أما عن أهم الاشادات، فهناك إشادات كثيرة ولعل واحدة كانت كافية ليتذكرها في لقائنا معه حيث يقول مستكملا: فربما ترسَّخ في ذاكرتي إشادة ونصيحة أحد القرّاء بالقول: أنت تكتب السهل الممتنع، أكمل بذات الطريقة في أعمالك القادمة، ولا توغل في الرمزية؛ لأنها قد تبعد عنك شريحة كبيرة من القرّاء.
-في الأخير كانت لديه كلمة أحبَّ أن يوجهها ككاتب أدبي للقراء والكُتّاب.
فقال للفريقين قراء وكتاب، ولنفسي، أقول: علينا بالقراءة؛ لأنها مفتاح لكل صعب مغلق، وهي أيسر الطرق نحو التقدم والإصلاح.. وفوق كل هذا، علينا أن نعي ما نقرأه ونقدره ونتناوله بحكمة ونتعاطى معه بحذر، فالقراءة هي الفكرة، والفكرة هي بناء الفعل وقوامه، لذا علينا أن نقدم حسابا لله أولا وللتاريخ ثانياً فيما نكتب للجيل الحالي أو الأجيال القادمة…
يشوقنا أحدهم في تويتر لقراءة الرواية فيقول:
(من يريد أن يتابع فلماً سينمائياً (عمانياً) ينافس على جوائز عالمية بل ويحصدها كلها،
إقرأ “عماني في جيش موسوليني”
أرغب في أن يعرف الجميع -كما رغب ماجد بن شيخان – عن خلف الساكن قرية الغيل بالرستاق، وكيف ساقته الأقدار ليكون في جيش موسوليني الإيطالي.
*قصة حقيقية.