د. أحمد محمد الشربيني
في رثاء إمام المفسرين وقطب المجددين في القرن العشرين فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي(من الوافر)
****
إمامُ القرن أعذَبُنا مَقَالا
*وأطهرُنا إلى فَتحٍ منالا
تجمَّعت العصورُ على تقاهُ
*له بحرُ البلاغةِ قد تَعَالى
تهافتت القلوب على رُؤاه
*فلم تذقِ العقولُ له مِثالا
وما ذِكْرُ الدُّنا إلا دليلٌ
*على أن الإمام علا جَلالا
وما حبُ الورى إلا شهيدٌ
*على أن الأمينَ روى رِجالا
ومن تشهد له الآياتُ سِفرًا
*أنارَ الله سيرته خِلالا
حديثٌ راقَ حورَ الخُلْدِ طُرًّا
*فلم تُحطِ المتونُ به جَمالا
تألَّق بالهُدى والعِلمِ دومًا
*إلى التفسير يستبقُ المَجَالا
ببحرٍ بين جنبيه شريفٍ
*ولفظٍ بالهدى ابتهل ابتهالا
بنورٍ بين عينيه وريفٍ
*ونُصْحٍ للدنا انتشل انتشالا
أليس أجل قدرًا من صحافٍ
*يزيدُ الله سادنها كمالا؟!!
أليس أجل فتحًا من مثانٍ
*يثيبُ الله ناهلَها زُلالا؟!!
وما الشيخُ الإمامُ سِوى منارٍ
*وإن الحَبْرَ أرفعُ أن يُطالا
فلا عجبًا إذا ما خابَ كيدٌ
*فإن الكلبَ يُعجزه الهلالا
ولا عجبًا إذا ما هِينَ رَقصٌ
**فإن الحِبرَ أحقرُ أن يُسَالا
فرفعته فرادسُ وهو فيها
*يذوق بها جنىً أسمى نَوَالا
وشاهدُ حبِ أجيالٍ لشيخٍ
*تَدَبُّرهم إذا طابَ ارتجالا
فإن له لما يَسقي غيوثًا
*على الأحقابِ تزدهرُ اقتبالا
ومن رَفَعتْ له الأقلام علمًا
*فإن الإرثَ أمنع أن يُهالا
