حارة بني شيبان .. معلمٌ حضاري عظيم
أدم – محمود الخصيبي
حارة بني شيبان التاريخية بولاية أدم ملتقى القوافل في رحلة الشتاء والصيف وسوق أدم التقليدي في العصر الجاهلي، موقعها الأثري الذي يعكس أهميتها التاريخية ومكانتها في تعزيز علاقات السلطنة التاريخية والتجارية بالحضارات المجاورة في العصر الجاهلي وتسابق أهلها في الدخول للإسلام منذ وقت مبكر لإنتشار الدعوة .
(الأهمية التاريخية) اقدم حارة أثرية بولاية أدم يمتد تاريخها إلى العصر الجاهلي وهي ملتقى القوافل التجارية في رحلة الشتاء والصيف وبها سوق تاريخي عريق اشتهر بصياغة الذهب والفضة.
(الأهمية الجمالية) طابع عمراني يتميز بنظام سكني تجاري عبارة عن طابقين للبيوت في المحلات التجارية وفي الأعلى البيوت والسكنات، والممرات تتميز بالأقواس الجميلة، والمساجد تتميز بالأعمدة الاسطوانية والأقواس المدببة والواسعة. وبها ثلاثة أبراج يتميز بينها برج الصباح المكون من أربعة طوابق.
يوجد في الحارة ثلاثة مساجد حيث تم بناء أول مسجد في بدايات عصر الإسلام يسمى مسجد السوق الصغير ومع توسع الإسلام وتزايد أفواج المعتنقين لهذا الدين الحنيف وزيادة عدد الأهالي تم بناء مسجد السوق الكبير عام 718هجري ملاصقا لمسجد السوق الصغير ليتسع للمصلين في الحارة والوافدين إليها للتجارة والتبضع، وإقامة حلقات العلم. وفي الجهة الجنوبية يوجد مسجد راشد ومدرسة لتعليم القران الكريم ومصليان للنساء بينما يقع المجلس العام للأهالي بجانب مسجد السوق الكبير وبالقرب من برج الصباح الذي تقام فيه الأفراح والأتراح.
من أهم علماء حارة بني شيبان:
تربى في أحضان حارة بني شيبان عدد من العلماء والأدباء قد يصل عددهم إلى ١٣ عالما وأديبا منهم
– الشيخ الفقيه الوالي محمد بن سيف بن سعيد الشيباني الذي عاش في القرن ١٢ هجري وكان واليا للامام سلطان بن سيف اليعربي وقد نسخ له في إبراء جزء من كتاب الشرع سنة ١١٤٥ هجرية. وكانت ترد إليه المسائل من مختلف بلدان عمان فيفتي فيها.
– الشيخ الشاعر الأديب علي بن سعيد الشيباني الذي عاش في القرن الثالث عشر الهجري وله قصائد عديدة في مدح الشيخ محسن بن زهران العبري.
– الشيخ الفقيه الثقة محمد بن خلف بن قاسم الشيباني الذي عاش في القرن ١٢ الهجري نسخ له كتاب الألفاظ في الفقه سنة ١١٤٥ هجرية
تعتبر معلما حضاريا عظيما من المعالم التاريخية التي أسهمت في رفع مكانة الولاية التاريخية والتجارية والحضارية والسياحية وإثراءها نظرا لإنفرادها بمركزها التجاري ووجود أهم الأسواق التجارية القديمة والشامخة بها، حيث تميز أهلها بالتجارة والصناعات الحرفية (كصياغة الذهب والفضة) وصناعة الفخار والسعفيات والأسلحة التقليدية، وكانت قوافل العرب التجارية في رحلة الشتاء والصيف بين الشام وعكاظ واليمن تتوقف في سوقها للمبادلة التجارية والاستراحة من عناء السفر واشتهر تجارها بالمهارة وبصناعاتهم المميزة في أفريقيا وزنجبار ودول الخليج العربية، حيث تعتبر الحركة التجارية في الحارة دليلا قاطعا على نشاط وخبرة الانسان العماني في ممارسة التجارة والصناعة والإحتكاك بالحضارات الأخرى في شبه الجزيرة العربية وأفريقيا منذ القدم وما نتج عنه من نمو في الحركة التجارية وانتشارها في كافة أرجاء الولاية والقرى التابعة لها والمناطق الشمالية والشرقية من عمان والوسطى من بحر العرب.
وما يميز مساكن الحارة وأزقتها إنها سميكة مبنية من مواد محلية كالطين والحجارة ومادة الصاروج الذي يبرز في بعض المساكن والجدران والأقواس والأعمدة بالممرات وأعمدة مسجد السوق الكبير، ويستخدم سعف وجذوع النخيل والطين والصاروج في تغطية وبناء الاسقف.ومعظم المساكن بالحارة عبارة عن طابقين الأول عادة ما يتكون من المحلات التجارية وفناء لاستقبال الضيوف وغرف للتخزين ومطابخ وأماكن لطحن الرحى وتربية الحيوانات مثل الأغنام والابقار ، بينما يحتوي الطابق الثاني على غرف السكن والنوم.