الأرض في خطر! (دعم الاقتصاد الأخضر)
أريام بنت خميس بن محمد العلوي
جامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع صحار
بعد خيبة الأمل في النظام الاقتصادي العالمي الذي أفرز العديد من الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية وعدد من الظواهر جراء تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض والتقلبات المناخية وتداعيتها المتعددة على البطالة والفقر والتراجع في الموارد الطبيعية؛ مما أدى إلى بُعد اقتصادي واجتماعي يركز على المشاركة وتحسين التعليم والحوكمة الجيدة، وأيضاً بُعد بيئي يحد من التدهور البيئي، وهذه الأبعاد مترابطة وتشكل الأساس لتحقيق التنمية المستدامة كوسيلة وليس غاية.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في شرم الشيخ بمصر:”إن حياة الكوكب في خطر”، مطالبًا جميع الدول بأن تبذل جهودًا لخفض انبعاثات الكربون، وأشار بايدن إلى أن التزامه بشأن المناخ ثابت، وأضاف أن سياسة جيدة للمناخ هي سياسة جيدة للاقتصاد ومضى قائلًا: “يمكنني أن أقف هنا باعتباري رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأقول بثقة إن الولايات المتحدة الأمريكية ستحقق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات بحلول 2030”.
هنا ظهرت العلاقة القوية بين الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة على إثر البحث عن مصادر أخرى للطاقة؛ حيث لم تكن فكرة الاقتصاد الأخضر تشغل كثيراً من المهتمين بهذا النوع من الاقتصاد منذ فترة طويلة من الزمن، إلا منذ أن بدأ الاقتناع حديثاً بأن تحقيق التنمية المستدامة لن يتحقق إلا بالشروع في الترويج للاقتصاد الأخضر.
إذاً ما هو الاقتصاد الأخضر؟
هو اقتصاد يهدف إلى الحد من المخاطر البيئية إلى تحقيق التنمية المستدامة دون أن تؤدي إلى حالة من التدهور البيئي، إذ يعد أداة لضبط النمو الاقتصادي يركز على التقنيات الحديثة والمعرفة والابتكار، ويخفض مستويات الكربون عبر تعزيز إمكانية التكيف مع المخاطر والضغوط البيئية الذي بدوره يزيد من إمكانية وصول المجتمعات إلى بيئة آمنة ونظيفة، ويحظى الاقتصاد الأخضر في سلطنة عُمان باهتمام كبير كونه أحد الأركان الأساسية في دعم توجه السلطنة نحو التنويع الاقتصادي.
في سلطنة عُمان توجد جهود جادة ومحفزة تقوم بها الحكومة من أجل الاعتماد على مصادر أخرى للطاقة لا تسبب ضرراً للبيئة لعل أبرزها مشروع “مرآة” الذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية على مستوى العالم، لكن لا تزال بحاجة للنهوض بفكر ووعي الإنسان العُماني بأهمية الاقتصاد الأخضر إيمانه بوجود مصادر طاقة بديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.
قدمت الدكتورة شريفة الحارثية خبيرة دعم البرامج الرئيسية وضمان الجودة بالوحدة ورقة عمل بعنوان الرؤية الوطنية للبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار تاريخ 8\نوفمبر\2022، والتي نظمتها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) واللجنة الوطنية العُمانية لأخلاقيات البيولوجيا، الهدف منها دعم الاقتصاد الأخضر لِيصل إلى قمة الابتكار في رؤية عُمان 2040.
إن وجود تطبيقات الاقتصاد الأخضر سيعزز من الاستدامة المالية التي تنشدها الحكومة خاصة مع إنشاء المديرية العامة للطاقة المتجددة والهيدروجين، إذ تتميز سلطنة عُمان بوجود المقومات الرئيسة لإنتاج الهيدروجين والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الشاسعة الممتدة في كافة ربوع الوطن العزيز، مدعومة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي؛ مما سيسهم في تنويع مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز النمو الاقتصادي.
بذلك نستطيع أن نقول إن الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة وجهان لعملة واحدة كلاهما يسعى لتحقيق التوازن البيئي والتنمية الاقتصادية، كذلك لا بد أن نضع الاقتصاد الأخضر كخيار استراتيجي لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.